بعد عشرة أيام من اندلاع معركة سيف القدس مُني العدو بفشل ذريع في منع إطلاق صواريخ المقاومة تجاه كيانه الزائل، وكل ما يفعله هو تدمير المساكن والمؤسسات والطرق والبنى التحتية في قطاع غزة، إضافة الى قتل الأبرياء المحاصرين، وقد أدرك الشارع الإسرائيلي أن جيشه لم يعد يعمل لصالحه بل على العكس تمامًا فهو يجلب الدمار والخراب والرعب للمحتلين ويتركهم يعيشون الكوابيس وحدهم داخل الملاجئ دون جدوى ودون تحقيق أي هدف عسكري، وفي الوقت الذي يبحث فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي عن صورة نصر فقد نجحت المقاومة الفلسطينية في ذلك بالتحكم في عمل المطارات والقطارات، والتحكم في حركة الشارع في تل أبيب وباقي المناطق، وفي التحكم في مجريات الحرب حتى هذه اللحظة، وهناك فرق بين تدمير البنية التحتية لغزة المحتلة والمحاصرة وبين نشر الدمار والخراب والرعب في "عاصمة" الاحتلال التي تمتلك رابع أقوى جيش في المنطقة كما يزعمون.
ومن علامات تخبط جيش الاحتلال هو التناقض في التصريحات، حيث في اليوم ذاته الذي وصف فيه أفيخاي أدرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال بأن صواريخ القسام عبثية ولكنها إرهابية قال عنها اوفير جندلمان أحد الناطقين باسم رئاسة وزراء العدو بأن صواريخ القسام ليست عبثية وأنها خطِرة وهي من إيران، حيث إن الأول كان يهدف إلى التقليل من قيمة إنجازات المقاومة في نظر الشارع الفلسطيني والعربي أما الثاني فأراد أن يبرر حقيقة الدمار الذي حل بالكيان الإسرائيلي وأنها ليست إنجازًا فلسطينيًّا، ولكن محصلة تلك المحاولات العبثية في التضليل لم تقنع الشارع اليهودي بالسكوت عن الفشل المتلاحق لرئيس الوزراء نتنياهو وعبثية المعركة التي يشنها ضد غزة والقدس والفلسطينيين عامة.
اعتدنا في الحروب السابقة أن تبدأ دولة الاحتلال عدوانها الجوي والقصف المدفعي ثم تكون الخطوة الثانية اجتياحها البري، ولكن هذه المرة كانت الخطوة الثانية التي يهدد بها العدو مختلفة جدا، حيث هدد وزير الاستخبارات الاسرائيلي ايلي كوهين بأن الخطوة الثانية ستكون قطع الكهرباء عن قطاع غزة. لا أعلم كيف سيؤثر مثل هذا التهديد على شعب اعتاد العتمة بسبب تفجير محطات توليد الكهرباء مدة 15 عامًا، ولا أدري كيف سيؤثر على شعب قدَّم آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى فضلًا عن تدمير بيوتهم ومشافيهم والإبادة الجماعية التي يتعرضون لها، والأهم من ذلك لا أعلم كيف يفكر العدو بمقايضة بقايا كهرباء بحق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة في غزة وباقي فلسطين، وحقه بالبقاء في القدس والشيخ جراح وحقه في حرية العبادة والحفاظ على قدسية المكان ومنع المستوطنين من تدنيسه، ألم أقل لكم إن العدو يتخبط؟