فلسطين أون لاين

موتوا بغيظكم والمقاومة مستمرة

مع بداية إدخال المقاومة لسلاح الصواريخ في مقارعتها للاحتلال وصفوا صواريخ غزة بأسخف الأوصاف، فقالوا عنها عبثية وكرتونية وأنها لا تتخطى حدود غزة ولا تقتل إلا أهلها، ومع مرور الوقت استطاعت المقاومة أن تدك بهذا السلاح مواقع الاحتلال على كل الأراضي الفلسطينية من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال وما بينهما دون عوائق، فقالوا عنها إنها صواريخ "أجنبية" وإن احدى الدول الإسلامية هي التي تقاتل في غزة وليست حماس، فهل هناك أقبح من هؤلاء الحاقدين المرجفين المهزومين؟

بعدما خابت رهاناتهم ولم يعد هناك جدوى من تشكيكهم في قدرات الصواريخ وقوة المقاومة وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام في قطاع غزة، لجؤوا إلى التشكيك في أهداف المقاومة، وقد سمعت بالأمس على قناة العربية الصهيونية محللين أشبه بالتيوس المستعارة والنائحات المستأجرات يقولون إن حماس تقاتل للإبقاء على الانفصال والسيطرة على قطاع غزة، وإنه لا أهداف سياسية لمعركتها مع الاحتلال. نقول أولًا إن أطرافًا عربية هي التي أفشلت الانتخابات التي تمسكت بها حركة حماس، وإن منظمة التحرير الفلسطينية هي التي عطلت الانتخابات دون عذر مقبول، فالقول إن حماس تريد فصل غزة عن الضفة أكاذيب مردودة على من يرددها بشهادة العالم أجمع ويكفينا شهادة الشعب الفلسطيني الذي يعلم جيدا من حرمه من حقه الشرعي في انتخاب ممثليه. أما القول إنه ليس لها هدف سياسي نقول إن المعارك قد تكون لها أهداف عسكرية أو سياسية أو غيرها من الأهداف، ولكن العرب أسقطوا الأهداف العسكرية لأنهم شطبوا هدف تحرير فلسطين من أجندتهم، ولكن حماس في معركتها الأخيرة لم يكن لها أهداف سياسية فهي بدأت المعركة بعد تحذيرات كثيرة من أجل نصرة أهلنا في حي الشيخ جراح ونصرة المصلين والمرابطين والمعتكفين في الأقصى، وهذه ليست أهدافًا سياسية وإنما هي ردع للمحتل لعدم التغول على أهلنا في الأقصى والقدس والضفة، وهذا لا ينفي أن يكون الوضع قد اختلف عن بداية المعركة وحصل تغير في أهداف وشروط المقاومة بعد الجرائم التي ارتكبتها دولة الاحتلال (إسرائيل) في غزة من قتل جماعي للمدنيين وخاصة الأطفال والنساء وهدم للبيوت والأبراج والمؤسسات بشكل وحشي دافعه الحقد وهول الصدمة التي سببتها لهم المقاومة وخاصة كتائب القسام وسرايا القدس.

أتوقع ألا تطول هذه المعركة لأكثر من بضعة أيام أخرى وإن كانت دولة الاحتلال تبدي رفضا لوقف إطلاق النار وهو رفض الراغبة المتمنعة، فدولة الاحتلال تتمنى أن تجد من ينزلها عن شجرة غطرستها وغرورها بأقل الخسائر، أما أعداء المقاومة فلا عزاء لهم ولن نقيم لهم وزنا ولكن لا بد أن يعلموا أننا نحتقرهم ونحتقر قناة العربية الصهيونية وكل من يعمل فيها وأغلب من يظهر على شاشتها.