قبل نهاية أي معركة بين المقاومة والعدو الإسرائيلي تخرج علينا أطراف عربية وغربية لتنادي بالعودة إلى طاولة المفاوضات وانقاذ اتفاقية اوسلو وكأن المعركة تدور بين السلطة ودولة الاحتلال، ونحن نؤكد أن كل المعارك التي تخوضها المقاومة انما تخوضها دفاعا عن الشعب الفلسطيني وكرامته وأمنه وحقوقه وقضيته التي تتعارض معها اتفاقية اوسلو تعارضا تاما.
لا يمكن للمقاومة ان تخوض حربا مقدسة لتحقيق اهداف غير وطنية ومنها اقامة دويلة هزيلة مقابل تثبيت الكيان الاسرائيلي غير الشرعي على ارض فلسطين، ولذلك فإن المطالبة بالتهدئة مقابل العودة الى حل الدولتين مطالبة غبية او هي استغباء للشعب الفلسطيني ومقاومته، علما بأن هذا الحديث سابق لأوانه ولكننا ذكرناه لأن الاطراف الداعمة لدولة الاحتلال على عجلة من امرها وتقدمت بهذا الطرح بشكل مبكر لأن العدو شعر بالوجع والخطر مع اول رشقة صاروخية للمقاومة ضد كيانه الهش.
إن معركة سيف القدس اندلعت دفاعا عن الاقصى والقدس والمقدسيين، ولكن هذا لا يعني انها منفصلة عن المعارك السابقة ونهاياتها، او انها ستنتهي بمجرد تعهد كاذب من العدو بالانسحاب الكامل من الاقصى، لأن معركة 2014 انتهت بموافقة دولة الاحتلال إسرائيل على الشروط المعروفة للمقاومة وعلى رأسها رفع الحصار عن قطاع غزة، وهذه الشروط قد تكون حاضرة الى جانب شروط مهمة تتعلق بالقدس والمقدسيين ولكن مع ضمانات من اجل انهاء الجولة الحالية من القتال، ومن غير المتوقع ألا تؤخذ بعين الاعتبار جرائم الاحتلال في قطاع غزة في الايام الاخيرة وخاصة سفك دماء الاطفال والنساء والشباب ، غزة التي تسعى الى اعادة الامن والاستقرار وحرية العبادة لأهل القدس لن تتغافل عن تحقيق الأمن وحرية الحركة والحياة الكريمة لأهلها في قطاع غزة، ولذلك على من يريد وقف المعركة الحالية ان يتقدم بمبادرة تلبي تطلعات من يدير المعركة ويتحكم فيها، وتلبي تطلعات اهل القدس وغزة والضفة الغربية والتي ليس من بينها العودة الى طاولة المفاوضات او حل الدولتين، فهذه مسألة اصبحت من الماضي، ومن الادلة على ذلك ما يحدث في داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 وما يجري على الحدود الفلسطينية مع لبنان والأردن.