قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية إن المـــقاومــة الفلسطينية في غزة لا تدافع فقط عن غزة، ولا مطالب لها تتعلق بغزة، بل عنوان صراعها مع العدو هو القدس والأقصى والشيخ جراح وحق العودة، وقيام دولة فلسطين على كامل التراب وعاصمتنا القدس".
وأكد هنية في كلمة له خلال وقفة تضامنية حاشدة في العاصمة القطرية الدوحة مساء اليوم أن الميدان له كلمة الفصل في حسم هذه المواجهة مع المحتل الذي استباح القدس، وأن المقاومة لن تتراجع مطلقا، وستظل فوق الجبل، وستبقى سيف ودرع القدس والأقصى.
وأضاف هنية أن العدو قصف في غزة، وهدم بعض الأبراج، ونفذ مجازر، معتقدا بأنه سيردع المقاومة وأهل غزة، لكن خاب وخسر.
وشدد على أن المقاومة أقصر الطرق نحو القدس، وغزة اليوم تخوض هذه المعركة، وهي درع القدس التي ستظل عنوان المعركة ومفجرة لكل انتفاضة.
وتابع هنية أن غزة المحاصرة من 15 سنة، تفرض اليوم حظر التجول على كل مناطق الكيان الصهيوني، وما تملكه فصائل المقاومة، وكتائب القسام، ما خفي منه أعظم.
وأشار هنية إلى أن المقاومة كانت تعد بصمت خلال السنوات الماضية، وكانت تدرك أن ساعة المواجهة آتية طالما أن هناك احتلالا وانتهاكا للقدس والأقصى.
وبين أن القدس هي مركز الصراع ومحوره مع المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، وكانت وما زالت وستبقى ملهمة للأجيال مفجرة للانتفاضات.
وأردف هنية: لقد أعطت المقاومة تحذيرا واضحا، إذا لم يتراجعوا عن الإجراءت في القدس والشيخ جراح، فإنها لن تظل مكتوفة الأيدي، وحينما نادت الجماهير في ساحات الأقصى للمقاومة في غزة لبينا النداء.
وواصل هنية حديثه: البعض كان يقول إنه إذا اغتال الاحتلال أحد قيادات حماس ستقوم حربا، لكننا اليوم نقول إن المقاومة في غزة هي ذخر استراتيجي للقدس ولكل شبر في فلسطين.
وقال هنية: لقد عاث الصهاينة فسادا في قدسنا، وفي حي الشيخ جراح، وظنوا أنهم قادرون عليها، وأن يهدموا المسجد الأقصى، وأن يهجروا أهل الشيخ جراح، وأنهم قادرون على التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك.
وتابع: لقد حذرنا الاحتلال مرارا وتكرارا، ليس فقط بالكلام أو الحديث، حذرناه بالانتفاضة تلو الانتفاضة، وبالمقاومة المباركة، وقلنا لهم لا تلعبوا بالنار، إن المسجد الأقصى هو عقيدتنا وديننا ومفجر ثورتنا.
وشدد هنية على أن العبث بالقدس يفجر الضفة وغزة والأراضي المحتلة عام 48، ويفجر المنطقة كلها، فالقدس توحدنا كشعب فلسطيني، وكشعوب عربية وإسلامية.
وخاطب هنية الجماهير المحتشدة قائلاً: أطمئنكم أن هذا المحتل الذي سعى وما زال ليغير معالم القدس والأقصى، إنه وقف أمام شعب جبار.
وأكد أن الشعب الفلسطيني قادر على تحرير القدس إن شاء الله، وكتابة المجد على صفحات التاريخ.
وتابع هنية: اليوم تم إزالة الفواصل الجغرافية داخل فلسطين التاريخية، ففلسطين اليوم منتفضة من رأس الناقورة حتى أم الرشاش.
وقال إن الاحتلال اعتقد أن شعبنا في ال48 سينسون الهوية والانتماء، لكن اليوم أهلنا هم مَن يدافعون عن المسجد الأقصى، وينتفضون في وجه المحتل كما تنتفض ضفة العياش التي فجرت الانتفاضة تلو الانتفاضة.
وأكد أن نظرية التعايش يدوسها أهلنا في اللد والرملة، ورهط وحيفا والكرمل، وصفد.
وبين هنية أن الجيل الذي ولد بعد أوسلو في الضفة الغربية، هو الذي يرابط في القدس والأقصى، ويفجر نقاط التماس مع الاحتلال في مختلف المدن والقرى.
وتوجه هنية بالتحية إلى دولة قطر وأميرها وأهلها الطيبين، مثمناً تضامنهم وتجديد عهدهم مع القدس والأقصى، وكتائب القسام وقائدها محمد الضيف.
كما حيا أبناء الشعوب العربية والإسلامية، والجاليات التي تشارك في التظاهرات الضخمة الكبيرة ويوجهون رسالة دعم وإسناد لشعبنا الفلسطيني.
وشدد هنية على أن القدس مسؤوليتنا جميعا، داعياً من يستطيع أن ينصر القدس والأقصى بالسياسة فليفعل بالإعلام، بالدعم المالي فليفعل.