فلسطين أون لاين

فشل السياسة الإسرائيلية في فصل غزة عن الضفة عن القدس

تزعم الأوساط العسكرية الإسرائيلية أن المنظمات الفلسطينية تقود دعاية معادية، وتتهم (إسرائيل) بالمسؤولية عن التصعيد في الحرم القدسي في محاولة لتغيير الوضع الراهن، ويقدر الجيش أن الهجمات على المفترقات الأخيرة في الضفة الغربية، مرتبطة بالجو المتفجر الذي يأتي من القدس، ومع الأيام الحساسة المقبلة، يتعين على ضباط الجيش تجنب الاحتكاك قدر الإمكان.

أكثر ممن ذلك، فإن المعطيات المتوفرة لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية، تتحدث أن القادة الفلسطينيين نجحوا في إقناع الجمهور عبر الدعاية الإعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي بأن إسرائيل تغير الوضع الراهن حول الحرم القدسي، وجاء على رأس المحرضين قائد الجناح العسكري لحماس محمد الضيف الذي خاطب شباب القدس، وهدد (إسرائيل) من إلحاق الأذى بالقدس، وإلا تلقت ردا من قطاع غزة.

تعتقد المحافل الأمنية الإسرائيلية أنه إذا كانت هناك قضية واحدة ستخرج الجمهور الفلسطيني إلى الشوارع، وتحفز المسلحون للقيام بهجمات عسكرية، فهي القدس، ولذلك خرجت دعوات الانتقام والتهديدات التي أطلقها حشد متحمس في صلوات الفجر في الحرم القدسي في طريق العودة لشرقي القدس والأراضي المحتلة بمثابة عرض ترويجي للهجوم على عدد من المواقع الإسرائيلية.

وفي ظل الخوف الإسرائيلي من محاولة المزيد من الخلايا المسلحة استغلال الثغرات الموجودة في جدار الضفة الغربية، وجه قادة جيش الاحتلال طلبات بالمزيد من التعزيزات، للانضمام للكتائب الثلاثة المتمركزة الآن، مع أنه في 2020، أحبط أمن الاحتلال 430 هجوماً كبيراً، منها 283 عملية إطلاق نار، ومن المتوقع أن تزيد في 2021.

وقد شهد مستوى الضغط والقلق الأمني في الأسابيع الأخيرة زيادة ملحوظة في الضفة الغربية، على خلفية تزايد الأداء الفلسطيني، وتزعم مصادر في الجيش الإسرائيلي أن أجزاء من الجمهور الفلسطيني مقتنعة بأن إسرائيل تحاول فرض تغييرات في أراضي القدس، وعليه فإن الأجواء متفجرة وهشة، ولذلك يمكن ربط عمليات إطلاق النار الأخيرة بأحداث التحريض حول القدس.

يحذر كبار جنرالات الاحتلال من انتقال المواجهات المحيطة بالقدس، وإسقاطها على الضفة الغربية، لأن التجربة أثبتت أن توترات القدس كفيلة بأن تشعلها بسهولة، ولذلك فإن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وجنبًا إلى جنب مع الإجراءات التي تتخذها القيادة السياسية، ملتزمة إنشاء منطقة عازلة، وعزل ما يحدث في القدس عن الضفة الغربية، وإلا فقد يتدهور الوضع الأمني إلى تصعيد أكثر خطرًا.

خلال عشر سنوات، يبدو الوضع مشابهًا، فأنظار قادة الجيش والأمن تتركز على الأيام الحساسة للمسلمين في الأسابيع المقبلة، وينوي الجيش تعزيز المنطقة من أجل الاستعداد لسيناريوهات من التفجيرات، على اعتبار أن الفلسطينيين، كل الفلسطينيين، لن يسمحوا بتهويد القدس، أياً كان وجودهم الجغرافي.