فلسطين أون لاين

تقوم عليه "الحاضنة الشعبية" واستفادت منه 4000 عائلة

ضمن مشروع لمساعدة المتعففين.. "حنين" تودّع معاناتها مع السكن

...
غزة-ريما عبد القادر:

أصبحت الحيرة تلازم فكر حنين وعائلتها، فما عاد باليد حيلة بعد أن خسر زوجها تجارته وتراكمت عليه الديون التي ألقت به في السجن، ما اضطرها إلى أن تتنقل مع أطفالها من بيت إيجار إلى غيره لعدم امتلاكها الدفع، حتى وصل الحال بها إلى أن تقول لطفلها: "سنضع خيمة ونعيش فيها".

وجدت حنين ضالتها لإنهاء معاناتها في مشروع تقوم عليه دائرة الحاضنة الشعبية في حركة المقاومة الإسلامية حماس، التي اتخذت خطوات سريعة كانت بدايتها تقديم شقة بالإيجار لها إلى أن ينتهي بها الحال في بيت بني لها، ما جعلها تبكي وهي غير مصدقة ما رأته عينيها.

تراكم الديون

القصة بدأت باختلاف الحال كثيرًا على حنين وعائلتها، فخسارة تجارة زوجها راكمت عليها الكثير من الديون وطالب أصحابها بها، ولم يكن باليد حيلة للسداد، فكان السجن مصيره، هذا جعلهم يخسرون ما يملكون، فلم يعد لديهم مكان يؤوي أوجاعهم، إذ تقول لصحيفة "فلسطين": "كانت أيامًا صعبة جدًّا، خسرنا أموالنا، وسجن زوجي، فلم نعد نملك شيئًا، حتى البيت لم نعد نملكه".

وتتابع بعد أن تنفست من أعماق قلبها بألم كبير إذ عادت بذاكرتها لتلك الأيام: "عشت مع أطفالي في بيت إيجار، ومع ذلك لم أستطع أن أدفع، ذلك جعلني أطرد من كل بيت أستأجره".

وتبين أنه وصل بها الحال أن تفكر في العيش بخيمة، وطلبت بالفعل من ابنها ذلك، فلم يعد باليد حيلة.

وتذكر أنها نُصحت بالتوجه إلى "الحاضنة الشعبية"، وقدمت ورقة بمعاناتها من باب التجربة، فكانت تقول: "كل ما في الأمر ورقة تقدم".

وتوضح أن هذه الورقة وجدت آذانًا صاغية ويدًا فاعلة إذ في الخطوة الأولى استُئجرَ لها ولعائلتها بيت مدة سنة، وبعد ذلك بُني لها بيت يحتويها ويخفف من معاناتها.

وتتابع: "لم أصدق الأمر، كنت أظن أنها مزحة، أو أنني في حلم، لكن الأمر لم يكن كذلك، فكانت حقيقة".

الحاضنة الشعبية

وعن هذه المساعدات يذكر المتحدث باسم "الحاضنة الشعبية" محمود هنية أنه من الصعب عليه أن ينسى تلك الفرحة التي وجدها على حنين وعائلتها، حينما قُدمت لها المساعدة.

ويوضح هنية لصحيفة "فلسطين" أنها في بداية الأمر لم تصدق أنه يعمل على توفير سكن لها، وكانت خائفة جدًّا أن يكون الأمر مجرد مزاح، وكانت تسأل وهي تبكي: "هل هذه كاميرا خفية؟!".

ويشير إلى أن الحاضنة تعطي أولوية للعائلات الفقيرة -خاصة التي لديها نساء وأطفال- في تقديم المساعدة.

ويلفت هنية إلى أنه من بداية هذا العام قُدِّمت مساعدات لـ(4000) عائلة ضمن مشروع "مساعدة أفقر الفقراء".

من جهته يؤكد مدير مكتب رئيس "الحاضنة الشعبية" محمد الحلو أن العمل لديهم يجري وفقًا لأولويات وحاجات العائلات الفقيرة.

ويشير الحلو إلى أنه تُقدم مساعدات نقدية تختلف قيمتها من عائلة إلى أخرى، وهذا الاختلاف يرجع إلى وضع العائلة، خاصة حينما تكون تسكن في بيت إيجار ويكون فيها مرضى؛ فهي تكون بحاجة أكثر للمساعدة.

ويكمل حديثه: "هناك عائلات تُقدم لها المساعدات النقدية دوريًّا، نظرًا إلى الحاجة الماسة لها، وبعضٌ تقدم لهم مساعدات نقدية، لكن ليس دوريًّا، إنما حسب الحاجة".