فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

اندلاع أحداث القدس إلى خارجها يثير قلق الإسرائيليين

شكلت الهجمات المسلحة الأخيرة في الضفة الغربية، وإطلاق الصواريخ من غزة رسالة مفادها أن جهود جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنع موجة جديدة من العمليات العسكرية لم تنجح بعد، خاصة مع التهديدات الأخيرة التي أطلقها القائد محمد ضيف، التي ستزيد من مستوى الاحتكاك بين الجانبين.

يتحرك جيش الاحتلال هذا الأسبوع كالعادة بين التكتيكي والإستراتيجي، وتبحث حماس عن طريقة لإبقاء اسمها في العناوين الرئيسة، ولا يوجد شيء مثل القدس كفيلة بتزويدها بالبضاعة اللازمة، والقرارات القضائية الخاصة بإجلاء العائلات في حي الشيخ جراح، لأن حماس تدرك جيدًا أن القدس أمر مختلف تمامًا، حيث العاطفة الدينية تزداد في رمضان.

هذا بالضبط ما حاول فعله محمد ضيف، قائد الجناح العسكري لحماس، حين سعى لردع (إسرائيل) عن الاستمرار بقراراتها ضد المقدسيين، إذ أرادت حماس أن تظل ذات صلة، حاملة لعلم الجهاد ونجمة القدس، وتأمل أن يكون ذلك كافيًا لإثارة الروح المعنوية في المناسبات الوطنية، خاصة يوم القدس وذكرى النكبة، رغم أننا أمام "لعبة نيران"، لذلك ركزت حماس اندفاعها على القدس والضفة الغربية.

يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لاحتمال استئناف إطلاق النار في غزة، أما في الضفة الغربية فترفع العمليات الفلسطينية المسلحة ذات الطابع الشعبي رأسها، وسط ربط واضح بينها وبين أحداث القدس، بهجمات فردية على الأرض، لذلك قرر الجيش تعزيز قواته الإضافية، على افتراض أن الهجمات هي محاولات ملهمة ومحاكاة، وبحلول نهاية رمضان في منتصف مايو ستكون المنطقة شديدة الانفجار.

يبذل جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية جهودًا كبيرة للحد من العمليات، وقد انتقد كبار الضباط سلوك الجنود في المنطقة، حيث يُعرف مفرق "تفوح" الذي وقعت فيه العملية بأنه نقطة إشكالية، وواضح أننا أمام سياسة خطأ لجيش الاحتلال، ومزعجة في الغالب، وإذا استمرت فقد يكون ضروريًّا تغيير تعريف دور المتحدث باسم جيش الاحتلال الذي بات صامتًا، لكن الإسرائيليين سئموا عدم الردع، فما ينتهجه جيش الاحتلال ليس طريقة لدحر الهجمات الفلسطينية المسلحة.

في الوقت ذاته تقدر المحافل الإسرائيلية أننا أمام برميل من المتفجرات، إذ تستعد حماس لنشاط كبير في القدس اليوم الأحد الموافق التاسع من مايو، وحي الشيخ جراح سيكون محور الأحداث، ومن المقرر أن تصدر محكمة الاحتلال، بعد عقود من الصراع القانوني والأحكام التي لا تنتهي، حكمًا نهائيًّا بشأن إجلاء الفلسطينيين عن المنازل، وبعد تصريحات الفلسطينيين ضد الاحتلال والمستوطنين.

الخلاصة أنه من الواضح أن تهديد الضيف الذي بقي صامتًا منذ حرب غزة 2014 يحمل تحذيرًا لـ(إسرائيل)، أنها إذا تجرأت على إجلاء المقدسيين عن منازلهم؛ فلن يمر ذلك دون إجابة على الأرض.