فلسطين أون لاين

"حراس الأقصى".. الحصن الأخير في التصدي للاحتلال ومستوطنيه

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

نحو 170 حارسًا جُلُّهم من الشباب يتناوبون على مدار الساعة لحماية المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، متسلحين بسلاح الصبر والإيمان والإصرار للتصدي للمستوطنين واقتحاماتهم.

ولا يمتلك حراس الأقصى خلال عملهم سوى جهاز الاتصال اللاسلكي للتواصل بينهم للتأهب والتصدي لمحاولات المستوطنين وجنود الاحتلال المدججين بالسلاح اقتحام الباحات المقدسة، بحسب ما يقول عدد من الحراس لـ"فلسطين".

والعمل في حراسة الأقصى يكون حسب نظام "المناوبة" الفترة الصباحية تبدأ من الساعة السابعة صباحًا وحتى الواحدة بعد الظهر، والفترة الثانية تبدأ من انتهاء الفترة الأولى إلى الساعة السابعة مساء لتبدأ بعدها الفترة المسائية والتي تمتد حتى السابعة صباحًا.

تصاعد الهجمة

ويقول الحارس "محمد" الذي فضَّل عدم ذكر اسمه، خشية من ملاحقة الاحتلال: إن حراس الأقصى هم رجال أمن ولكن غير مسلحين إلا بسلاح الإيمان والدفاع عن الأقصى، خلافًا لشرطة الاحتلال المدججة بالسلاح.

ويقع على عاتق الحراس -وفق "محمد"- منع تسلل المستوطنين إلى الأقصى، لكن منذ عام 2003 حينما سمحت شرطة الاحتلال للمتطرفين اليهود باقتحام المسجد من خلال باب المغاربة، الأمر الذي زادت مسؤولية الحراس لمحاولات لمنع محاولات تنفيذ سياسة الأمر الواقع في المكان.

ويؤكد أن سلطات الاحتلال تحاول وبالتعاون مع المستوطنين إيجاد موطن قدم لهم داخل المسجد الأقصى، وتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا بين المسلمين واليهود كما حدث في الحرم الإبراهيمي، مشيرًا إلى أن الأوضاع زادت صعوبة في السنوات الأخيرة مع تصاعد محاولات شرطة الاحتلال ومستوطنيه إيجاد موطئ قدم لها في المسجد.

ولفت إلى أن الاحتلال يحاول فرض واقع جديد بالأقصى من خلال مواصلة الاقتحامات، فمنذ بداية شهر رمضان الجاري تحاول شرطة الاحتلال والمستوطنين انتزاع صلاحيات الأوقاف الإسلامية، والاعتداء على المصلين وحراس الأقصى، وإبعادهم عن المكان.

وسائل دفاع

ويقول الحارس "طارق" -الذي يعمل في الأقصى منذ 12 عامًا-: إن تصاعد أعداد المقتحمين الإسرائيليين، وبحراسة شرطة الاحتلال، وبالتزامن مع مخطط الجماعات اليهودية المتطرفة اقتحام الأقصى، في 28 من شهر رمضان المبارك يفاقم من صعوبة الأوضاع في القدس.

ويضيف طارق، الذي فضَّل عدم ذكر اسمه: "لا يمتلك الحراس أي وسائل للدفاع عن القدس أو عن أنفسهم سوى جهاز الاتصال اللاسلكي، وصلابتهم وقدرتهم على التعامل بفورية.

وأشار إلى أن عشرات الحراس الذين أبعدهم الاحتلال عن القدس والأقصى، وبعضهم تعرَّض للاعتداء بالضرب والشتائم من شرطة الاحتلال والمستوطنين؛ لتصديهم لعمليات الاقتحام.

ولفت "طارق" الذي كان شاهدًا الليلة قبل الماضية على عملية اقتحام المستوطنين للقدس، أن شرطة الاحتلال سهَّلت اقتحام المستوطنين وهاجمت المعتكفين العزل ما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز.

ووصف الأوضاع في الأقصى خلال رمضان الجاري بالأصعب خلال سنوات عمله في الأقصى، حيث يتعرض الحراس للاعتقال والإبعاد من المسجد وهدم منازلهم لدفاعهم عن القدس والأقصى، كما حدث مع الحارس فادي عليان الذي هدم منزله بداية العام الجاري.

أمر واقع

أما الحارس عمر، فذكر أنه لم يُبلَّغ حراس الأقصى حتى اللحظة من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، عن أي إجراءات يتبعونها بشأن اقتحام المستوطنين يوم الـ28 من رمضان.

ويقول عمر فضَّل عد ذكر اسمه لصحيفة "فلسطين": إنه لا يوجد أي ترتيبات أو جدول لصد هجمة المستوطنين، فكل ما يحدث يكون عفويًّا، مؤكدًا أنهم يستبسلون في الدفاع عن القدس مهما كلفهم ذلك من ثمن.

ويؤكد أن قوات الاحتلال والمستوطنين يخالفون كل الاتفاقيات الموقعة مع دائرة الأوقاف الأردنية بشأن عدم اقتحام الأقصى، فهم يصعِّدون منذ بداية رمضان الجاري هجمتهم واقتحامهم بالقدس في محاولة لفرض واقع جديد بالقدس.

وبيَّن أن 42 مؤسسة صهيونية تعمل ليل نهار بدون كلل أو ملل مدعومة بأموال ضخمة من الصهاينة بالداخل والخارج لاستغلال أي فرصة لتغيير مدينة القدس والبلدة القديمة والمسجد الأقصى لتثبيت أمر واقع جديد فيه.

حجج واهية

من جهته، أكد المدير العام لأوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، عزام الخطيب، إصابة 5 حراس المسجد الأقصى في إثر إطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز عليهم خلال اعتداءات شرطة الاحتلال الليلة قبل الماضية، في أثناء أدائهم عملَهم داخل المسجد.

وبيَّن الخطيب لصحيفة "فلسطين" أن نحو 170 حارسًا في المسجد يتولون -ضمن 3 مناوبات صباحية وبعد الظهر ومسائية- المسؤولية عن الأمن في المسجد الأقصى ومرافقه على مدار الساعة كل أيام الأسبوع وطوال السنة.

وذكر أن سلطات الاحتلال تمنع نحو 70 حارسًا من الوصول إلى المسجد الأقصى منذ ثلاثة أعوام، لأداء عملهم بحجج واهية، في محاولة منها لتفريغ القدس والأقصى من الحراس وممارسة جرائمها في المكان.

وبيَّن الخطيب أنه في شهر رمضان يزيدون عدد حراس الأقصى، في ظل زيادة أعداد المصلين بهدف الحفاظ على أمن المصلين ومساعدتهم، ومعالجة الظواهر السلبية هناك.

وكانت "منظمات الهيكل" المزعوم أعلنت نيتها اقتحام المسجد الأقصى، في الـ28 من رمضان، بمناسبة ما يسمى "يوم القدس" الذي يوافق احتلال المدينة عام 1967 وفق التقويم العبري.

وأعلنت جماعة "أمناء الهيكل" المتطرفة أنها ستنظم مسيرة للمستوطنين تبدأ في تمام الساعة 9:00 صباحًا من أمام باب الخليل ومن ثم تتوجه إلى المسجد الأقصى لاقتحامه.