يلعب معه، يشاركه الحديث، يبوح له بما في داخله، ومن ثم يطلب من أهله أن يتناول معهم الطعام، وأن يخرج للتنزه معهم، وهكذا في كل تفاصيل الحياة، يرغب الطفل بأن يكون صديقه حاضرا، رغم أن هذا الصديق ليس موجودا سوى في مخيّلته، ولا وجود له على أرض الواقع.. عن "الصديق الوهمي" سألت "فلسطين" الأخصائي النفسي الدكتور إياد الشوربجي.
يقول الدكتور الشوربجي: إن الصديق الوهمي هو شخصية يتعلق بها الطفل ويصادقها ويتعامل معها في خياله، وهذه الشخصية إما أن تكون عائدة لشخص حقيقي أو دمية أو شخصية كرتونية.
ويضيف: "غالبا ما تكون الشخصية مُستمدة من عالم التكنولوجيا، سواء من الرسوم المتحركة، أو الألعاب الإلكترونية، إذ يُعجب بها الطفل، ومن ثم يتخذها صديقا له، ويتعلق بها بقوة، ومن ثم يتأثر بسلوكها ويتصرف بطريقتها".
ويشير إلى أن مكانة الصديق الوهمي في حياة الطفل تختلف درجتها من طفل لآخر، فقد يكتفي الطفل بالتحاور معه، أو يشاركه اللعب، وربما يصل الأمر إلى أن يطلب من أهله أن يخرج مع هذا الصديق أو يتناول الطعام معه وأن يفعل كل شيء بمشاركته كما لو كان موجودا بالفعل.
ويوضح الشوربجي: "الوضع الطبيعي أن تكون علاقة الطفل مع أصدقاء حقيقيين، أما الارتباط الوهمي فله الكثير من السلبيات، خاصة أن متابعة الأبوين لسلوك الابن في عالمه الخيالي أمر بالغ الصعوبة، إذ لا يمكنهما معرفة ما يدور في خيال الطفل".
ويبين أنه إذا استمر تعلّق الطفل بصديقه الوهمي لعمر أكبر فسيتعلق به أكثر، ويدخل عالم "الهلوسات"، وربما يتطور الأمر إلى اضطرابات وأمراض نفسية.
ويقول الشوربجي: "أن يلجأ للعالم الخيالي للتفاعل فهذا سلوك غير سوي، حتى وإن كان يشعر بمتعة وسعادة فيه، ولذا على الأهل التدخل لعلاجه، والخطوة الأولى في العلاج معرفة سبب وجود الصديق الوهمي، ومن ثم إزالة السبب من حياة الطفل تدريجيًا، وهذا السبب قد يكون تعلقا زائدا بالتكنولوجيا والرسوم المتحركة، أو خطأ في نمط التربية، أو معاناة الطفل من الفقد والحرمان العاطفي والقسوة، مما يجعله يلجأ لعالم آخر يجلب له المتعة".