روت والدة الشَّهيدة الصَّحفيَّة شذا الصَّباغ، الَّتي كانت برفقتها لحظة استهدافها برصاص قنَّاصة أجهزة أمن السلطة، مساء أمس السَّبت، في جنين شماليَّ الضفَّة الغربية المحتلَّة، عن تفاصيل اللَّحظات الأخيرة.
وقالت والدة الشهيدة، في مقطع مصور، "كنا نعود من الدكانة في نفس البيت ومعنا الأطفال الصغار، وعندما وصلنا إلى البسطة الأولى، بدأ إطلاق النار مباشرة باتجاهنا. حاولت حماية الأطفال وسحبهم إلى الداخل، لكن الرصاص كان يتجه نحونا بلا توقف".
وأشارت الأم، إلى أن الاستهداف كان مباشرًا رغم غياب أي تهديد أمني أو اشتباكات في المنطقة.
وأضافت: "حاولت سحب شذا أكثر من مرة، لكن كلما ظهرت لأحاول إنقاذها، كان القناص يطلق النار باتجاهي، ولم يتوقف إطلاق النار حتى وصلت سيارات الإسعاف".
وأوضحت الأم، أن المنزل الذي كانوا فيه كان مضاءً بالكامل، ما يجعل الاستهداف متعمَّدًا. وأكدت أن إطلاق النار استمر حتى بعد استشهاد شذا، حيث تعرّض كل من حاول الاقتراب لإنقاذها لإطلاق النار أيضًا.
وأضافت "أنا متأكدة أن شذا كانت المستهدَفة بسبب نشاطها الصحفي في نفس اليوم، حيث أجرت مقابلات مع عائلات شهداء ومنازل تعرضت للهدم والحرق. استهدافها كان مقصودًا، ورصاصة القناص كانت مباشرة نحو رأسها".
ونفت الصباغ، وهي والدة الشهيد معتصم الصباغ، الذي ارتقى برصاص الاحتلال في آذار/ مارس 2023، حدوث أي اشتباكات مسلحة بالمكان، أو أن يكون مسلحون من المخيم، من أطلق الرصاص".
وفي وقت سابق، نعت عائلة الصحفية الشهيدة شذى الصباغ ابنتها التي ارتقت الليلة الماضية برصاصة في الرأس بمخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، محملة السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية المسؤولية عن الجريمة.
وأكدت أن "الشهيدة شذى كانت برفقة والدتها، والدة الشهيد معتصم الصباغ، وتحمل في حضنها أطفالاً صغاراً، في حيٍّ مضاء بالكامل وخالٍ من أي اشتباك أو تهديد أمني، وعلى الرغم من ذلك، أصرّ قناصة الأجهزة على إطلاق النار المباشر عليها، مُستبيحين دماء بريئة ومُتناسين كل القيم الوطنية والإنسانية".
وشددت على أن "هذه الجريمة النكراء دليلٌ صارخ على الانحراف الخطير لأجهزة السلطة الأمنية، التي باتت توجه سلاحها نحو صدور أبناء شعبها بدلاً من مواجهة الاحتلال الغاشم".
ودعت "كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية، المحلية والدولية، إلى التحرك الفوري للتحقيق في هذه الجريمة ومحاسبة كل من تورط في التخطيط والتنفيذ". كما طالبت بـ"العمل الجاد لحماية شعبنا من تغوّل هذه الأجهزة التي باتت تشكل خطراً على أبناء الوطن".
وختمت بالقول: إن "دماء شذى الطاهرة لن تضيع هدراً، وستظل شاهداً على مظلومية شعبنا الفلسطيني وعلى الانتهاكات المستمرة التي تستهدف حريته وكرامته. وندعو جميع أبناء شعبنا إلى رصّ الصفوف ومواجهة كل من يسعى لإضعاف قضيتنا وتمزيق وحدتنا الوطنية".