رجَّحت وزارة الزراعة أن يُسجِّل إنتاج قطاع غزة من العسل الموسم الحالي (270) طنًّا، وهي كمية تغطي نسبة (80%) من احتياج الغزيين، في حين دعت الجمعية التعاونية لمربي النحل إلى حماية المنتج الوطني من المستورد ووقف تهريبه من قطاع غزة وتعويض المربين المتضررين عن الأضرار التي لحقت بهم بسبب اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي.
ويُنتج النحل العسل في موسم الربيع بعد أن يكون قد تغذَّى على رحيق أزهار أشجار الحمضيات، في حين يتغذى بالصيف على أزهار أشجار "الكينيا".
وأوضح م.عايش الشنطي، مدير دائرة الإنتاج الحيواني بوزارة الزارعة أن قطاع غزة فيه (20) ألف خلية نحل، موزَّعة على (350) نحالًا، مشيرًا إلى أن خلايا النحل تكثر في المناطق الحدودية حيث يتغذى النحل على النباتات المتواجدة في الداخل المحتل.
وبيَّن الشنطي أن معدل إنتاج الخلية الواحدة من (7.5-8) كجم.
ورجَّح الشنطي إنتاج العسل في القطفة الربيعية "الأولى" قرابة 200 طن، والقطفة الثانية التي تبدأ بعد شهرين من الآن نحو (70) طنًّا.
وتطرَّق إلى جملة من التحديات التي تعرَّض لها مربو النحل الموسم الحالي، من أبرزها رش الاحتلال المبيدات الزراعية وتسببها في إتلاف الكثير من المناحل الموجودة بالقرب من الأراضي الحدودية، وفتح الاحتلال السدود في الشتاء وإغراق عدد من المناحل، فضلًا عن المنخفضات الجوية التي تفرض على النحل عدم الخروج من الخلية، وعلى إثر ذلك تتناقص كمية العسل من جراء اعتماد النحل في غذائه بهذه الحالة على العسل الذي يصنعه بذاته.
ولفت إلى أن سعر العسل، متفاوت حسب الجودة، مشيرًا إلى أن الكيلو الواحد من (40-120) شيقلًا، منبِّهًا إلى أنهم يتعاونون مع وزارة الاقتصاد الوطني في متابعة جودة العسل، وفحصه قبل ترويجه في الأسواق للمستهلكين.
أقسام العسل
وينقسم نحـل غـزة إلى قسميـن: الأول أصفر يسمى حارثي وهو شرس الطباع، قليل الإنتاج للعسل، والثاني يميل إلى السمرة، وهو أهدأ نسبيًّا وأكثر إنتاجا للعسل.
من جانبه تطرَّق عماد غزال، مدير الجمعية التعاونية لمربي النحل في غزة، إلى أن إنتاج القطاع من العسل تقلص مقارنة بالسنوات الماضية بسبب اعتداءات الاحتلال على أراضي المواطنين في الاجتياحات والحروب، وعزوف المربين عن هذه المهنة لعدم تلقيهم مزيدًا من الاهتمام من الجهات المختصة.
وقال غزال لصحيفة "فلسطين": كان يوجد في قطاع غزة قبل عام 2000 نحو 35 ألف خلية نحل، ويصل الإنتاج إلى قرابة 25 كيلوجرامًا للخلية الواحدة، ويصدر الفائض إلى الأسواق الخارجية، لكن بعد اندلاع الانتفاضة الثانية وما تبعها من اعتداءات الاحتلال على القطاع من حروب وتجريف للأراضي الزراعية وفرض الحصار، تقلصت عدد الخلايا إلى نحو 18 ألف خلية، وإنتاج الخلية الواحدة تضاءل إلى دون 10 كجم.
وأشار إلى أن مربِّي النحل المتضررين من اعتداءات الاحتلال لم يعوَّضوا أسوة بالآخرين، وهو ما تسبب في عزوف العديد من مربي النحل عن استئناف مهنتهم والتوجُّه للبحث عن مهن أخرى.
وأهاب غزال بوزارة الزراعة لتفعيل قرار وقف استيراد العسل المستورد وتعزيز المنتج الوطني والعمل على ملاحقة التجار الذين يدخلون العسل المستورد إلى غزة.
وقال في هذا الصدد: "يوجد قرار من وزارة الزراعة يمنع التجار بموجبه إدخال العسل المستورد إلى قطاع غزة لإفساح المجال للعسل المنتج محليًّا في الترويج، لكن القرار للأسف الشديد القرار غير مُفعَّل، ويخالفه التجار، وهنا ندعو المسؤولين إلى التشديد في تطبيق القرار".
وأشار غزال إلى تعمُّد بعض التجار تهريب العسل إلى غزة بوضعه في عبوات من المربى، كما أن المحلات الكبيرة والمولات التي يقصدها أعداد كبيرة من المتسوقين تعرض العسل المستورد، وجميع تلك الأمور تتسبب في ضعف القوة الشرائية لدى العسل الوطني.
ونبَّه إلى سوء فهم لدى المستهلك بأن العسل الذي يصيبه التجمد في فصل الشتاء مغشوش: "وقال إن ذلك تصور غير صحيح، بل إن شركات مستوردة استغلَّت هذا المفهوم الخاطئ لصالحها فتقوم بتعريض العسل للسخونة وفلترته، بغرض القضاء على السكريات الأحادية الجانب، وذلك لإبقاء العسل سائلًا في فترات البرودة.