جاءت التحذيرات الحازمة للقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، مساء الثلاثاء، في الوقت المناسب، وستساهم في لجم تغول وتوحش جيش الاحتلال الإسرائيلي على المقدسيين، وتحديدًا في حي الشيخ جراح الذي يتعرض لعملية تطهير عرقي، وفق ما يقرأ مراقبون.
وعدَّ المراقبون في أحاديث منفصلة مع صحيفة فلسطين، أن التصريحات النادرة للضيف، ستدفع الاحتلال إلى التفكير مليًّا إذا واصل ارتكاب جرائمه في مدينة القدس المحتلة، جازمين أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء تلك الجرائم، وستعامل الاحتلال معها بجدية وحذر.
ووجه القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف "أبو خالد" تحذيرًا واضحًا وأخيرًا للاحتلال ومستوطنيه بأنه "إن لم يتوقف العدوان على أهلنا في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة في الحال، فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي وسيدفع العدو الثمن غاليًا".
دفع الثمن
ويقول المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات: إن تصريحات الضيف، ستساهم في لجم تغول وتوحش الاحتلال على المقدسيين وتحديدًا في حي الشيخ جراح الذي يتعرض لعملية تطهير عرقي.
ويضيف عبيدات لصحيفة "فلسطين": "سيضطر الاحتلال الإسرائيلي إلى إعادة حساباته وتجنب عمليات الطرد والتهجير التي يمارسها بحق سكان الحي، بعد تصريحات الضيف".
ويرى أنه إذا لم يشعر الاحتلال بردود فعل ترقى لمستوى الجرائم التي يرتكبها، سيواصل قمعه وتغوله على أبناء الشعب الفلسطيني وتحديدًا في مدينة القدس.
وتوقع أن يوقف الاحتلال جرائمه أمام تهديدات الضيف، وسيعيد حساباته، لأنه يدرك أن تلك التهديدات ستجره إلى دفع الثمن، لكونها صادرة عن أعلى مسؤول عسكري في قطاع غزة، وفق تعبيره.
ويؤكد أن تصريحات الضيف، شكلت دعمًا لأهالي حي الشيخ جراح الذين يتعرضون لخطر التهجير والطرد من بيوتهم وأملاكهم، مضيفًا: "سيكون لتلك التصريحات، دور إيجابي على المواطنين في الحي، التي تؤكد وجود من يقف إلى جانبهم ويدعمهم".
توقيت مناسب
في حين يقول الكاتب والمحلل السياسي خالد العمايرة: إن تصريحات الضيف، أتت في وقتها المناسب وفي ظل التغول الإسرائيلي على حي الشيخ جراح، والصمت الدولي المطبق، الذي جرّأ الاحتلال على مواصلة جرائمه.
ويضيف العمايرة لصحيفة "فلسطين": إن سلطات الاحتلال ستتوقف مليًّا أمام تحذيرات الضيف، خاصة وأنه قال: إن قيادة المقاومة وكتائب القسام ترقب ما يجري من كثب، ما يؤكد أن المقاومة ستفجر الأوضاع إذا لم تتوقف الجرائم الإسرائيلية ضد المقدسيين.
ويكمل: "حاول الضيف إرسال رسالة شديدة اللهجة للاحتلال، بأن القدس خط أحمر، وأن ما يحدث فيها لا يخفى على المقاومة، وأنه لا يمكن أن تستفرد (إسرائيل) بالمقدسيين وأحيائهم".
وتوقع أن تعيد تصريحات الضيف الأمور إلى نصابها، وستجبر الاحتلال على إعادة النظر في جرائمه خشية من ردة فعل المقاومة، وتصعيد الأوضاع.
ويدعو العمايرة العالم العربي والإسلامي إلى تحمل مسؤولياته، والتحرك الفوري والعاجل لصد الهجمة التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق أهالي حي الشيخ جراح ومدينة القدس المحتلة.
وقع إيجابي
من جهته ثمّن رئيس لجنة حي الشيخ جراح، عارف حماد، تصريحات القائد العام لكتائب القسام وإطلاق تحذيره الأخير إلى الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في ظل عدوانهم المتواصل على أهالي حي الشيخ جراح.
وقال حماد لصحيفة "فلسطين": إن تصريحات الضيف، مهمة جدًا وجاءت في وقت حساس، وسيكون لها وقع إيجابي على أهالي الحي، وسيضطر الاحتلال لوقف جرائمه واعتداءاته المرتكبة عليهم خشية من تطور الأحداث وتصاعدها.
وأضاف: "تصريحات الضيف تؤكد وحدة جغرافية الوطن والتمسك بالقدس وأحيائها وإفشال مخططات الاحتلال، ورفض الجرائم الممارسة بحق المقدسيين".
ويسود التوتر حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، منذ أيام في أعقاب تهديد قوات الاحتلال الإسرائيلي عدد من العائلات المقدسية بإخلاء منازلها لصالح جمعيات استيطانية.
وأجَّلت المحكمة العليا الإسرائيلية الأحد الماضي، إصدار قرارها بهذا الشأن، وأمهلت الطرفين أربعة أيام حتى اليوم الخميس، للتوصل إلى اتفاق بينهما، قبل أن تصدر قرارها النهائي.
وأثار قرار الاحتلال، رفضًا واستنكارًا فلسطينيًا رسميًا وفصائليًا، وأبدى الأهالي رفضهم القرار، لكونه يعترف بشرعية ادعاءات المستوطنين بامتلاكهم المنازل.