فلسطين أون لاين

تقرير جهات إعلامية تعاود "تشويه الخصوم" هربًا من مسؤولية تعطيل الانتخابات

...
صورة تعبيرية
رام الله-غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

لم تلبث فترة الهدوء الإعلامي كثيرًا تمهيدًا لتهيئة الأجواء الداخلية لمرحلة الانتخابات الفلسطينية التي كانت من المقرر أن تُجرى على مراحل متعددة.

لكن رئيس السلطة محمود عباس انقلب على تلك التفاهمات الوطنية وأصدر قراره بتعطيل الانتخابات التي شكَّلت بارقة أمل في الشارع الفلسطيني لترتيب البيت الداخلي وإصلاح مؤسسات السلطة.

ومجددًا، عادت إلى الواجهة "الفبركات الإعلامية" ومحاولة استهداف الخصوم السياسيين للسلطة وحركة "فتح" ما دفع مختصين للتعبير عن خشيتهم من عودة التراشق الإعلامي الذي يعزز الانقسام الداخلي.

واستنكرت قناة الأقصى الفضائية، أول من أمس، ما تناقلته مواقع وصفحات مشبوهة في الضفة الغربية المحتلة حول بعض الافتراءات والأكاذيب وذلك بالزعم أن القناة كشفت عبر شاشتها صورة مركبة في نابلس يُعتقد أنها استخدمت في العملية البطولية على حاجز زعترة الأسبوع الماضي.

فشل ذريع

وجدد رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني أحمد زغبر ثقته بفشل محاولات التشويه من الإعلام الرسمي للسلطة وغير الرسمي والصفحات الممولة من أجهزة أمنية في الضفة الغربية ضد الخصوم السياسيين.

وأكد زغبر في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن محاولات التشويه والفبركة الإعلامية لن تنجح في تشويه صورة الإعلام الفلسطيني الحر الذي يرفع آمال وطموحات شعبنا.

وأشار إلى أن هذه المحاولات ستبوء بالفشل سواء كانت تستهدف تيار المقاومة أو أي خصوم سياسيين لا يلتقون مع السلطة في خطها الأمني والسياسي.

ودعا الجهات الإعلامية تلك والمواقع الصفراء والصفحات المشبوهة إلى أخذ الدروس والعبر من سنوات الانقسام والتي فشلت فيها بتشويه الخصوم ولم تحقق أهدافها.

واعتبر زغبر محاولة تشويه فضائية الأقصى التي يعاديها الاحتلال الإسرائيلي ويعتبرها أداة مقاومة فاعلة وتعرضت للقصف عدة مرات واعتُقل صحفيوها في الضفة واستشهد آخرون في غزة، محاولةً فاشلة ولن تنجح.

واستدرك: "يتوجب علينا كإعلاميين عدم الانجرار وراء تلك المحاولات التي تهدف لدفع الوضع الفلسطيني نحو مزيد من التوتر والمزيد من المناكفة الإعلامية"، مشيرًا إلى أن المجتمع الفلسطيني يرفض هذا الخطاب التوتيري.

وأكد زغبر أن الانشغال بالمناكفات الإعلامية وتجاهل قضايا القدس والمسجد الأقصى يثبت أن السبب الحقيقي لقرار تعطيل الانتخابات هو "مشاركة أطراف في الانتخابات تتعارض مع خط السلطة سياسيًّا وأمنيًّا".

 

هبوط في الخطاب

وانتقد الأكاديمي الفلسطيني في مجال الإعلام أمين أبو وردة الاستخدامَ السلبي للإعلام الاجتماعي في نوع من المهاترات التي تعكس الهبوط في الخلاف السياسي.

وقال أبو ورد لصحيفة "فلسطين": لاحظنا بعد قرار تعطيل الانتخابات أن هناك "عودة إلى مربع الهبوط في الخطاب لبعض الأطراف".

وأضاف: "محاولة الضرب على وتر الخلافات الداخلية والردح الإعلامي لا يناسب المرحلة الحالية التي يجب أن يتحقق فيها ترميم النظام السياسي المتفكك".

وعبَّر عن ثقته بأن المجتمع الفلسطيني أضحى "أكثر وعيًا ولا تنطلي عليه الفبركات الإعلامية"، معتبرًا أن المرحلة الحالية تستدعي الحفاظ على حرية الرأي والتعبير والتعامل بأريحية كبيرة ومهنية واحتراف مع الوضع الحالي.

وتابع: "أما النزول إلى المخاصمة غير الأخلاقية من خلال دبلجة أخبار وصور فهو أسلوب رخيص عفا عليه الزمن وهو ليس من شرف الخصومة".

وحذَّر الأكاديمي الفلسطيني أن هذا الأسلوب قد يجر الشارع إلى حالة من الاقتتال والمخاصمة غير الشريفة "لسنا بحاجة إليها في وقت ينبغي أن تكون خطاباتنا الإعلامية موجهة ضد الاحتلال".