فلسطين أون لاين

​على حواجز المحتل .. إفطار بطعم القهر

...
نابلس - فلسطين

إذا كانت حواجز الاحتلال الإسرائيلي مصدر شؤم وإزعاج للمواطن الفلسطيني في الأيام العادية؛ فإنها تزداد سوداوية لديه مع دخول شهر رمضان المبارك.

ويتعمد جنود الاحتلال على الحواجز التي تقطع أوصال الضفة الغربية وتنتشر على مداخل المدن ممارسة أساليب الإذلال وتعقيد الإجراءات في أثناء تنقل المواطنين، خاصة مع قرب موعد أذان المغرب، فتؤخرهم أو تحتجزهم أو تبقيهم تحت أشعة الشمس التي تزيد من عطش الصائم وتعبه.

في المركبة

المواطن خليل بني فضل من بلدة عقربا جنوب مدينة نابلس له حكايات كثيرة مع تلك الحواجز خلال شهر رمضان، كونه يعمل على نقل العمال يوميًّا من مدينة رام الله حتى قرى جنوب نابلس، فيقول لـ"فلسطين": "تلك الحواجز تحيل حياة المواطنين إلى جحيم، فهي لا تميز بين ذكر وأنثى، ولا بين صغير وكبير، ولا بين مريض وسليم؛ فكلهم في خانة واحدة عند جنود الاحتلال، الذي ترجموا كل معاني الظلم على كل ما هو فلسطيني".

ويضيف: "فحاجز زعترة يكون في كثير من الأحيان مفتوحًا، لكن جنود الاحتلال مع دنو موعد الأذان في شهر رمضان يبدؤون طقوسهم الإذلالية، فيغلقونه في بعض الأحيان بشكل كامل، أو يعوقون تنقل السيارات، فتحدث أزمة خانقة تعيق حركة المواطنين ومركباتهم، وفي بعض الأحيان يمارسون التنكيل بحق بعض من يسلكه، وبذلك ينغصون على كل من يمر منه تزامنًا مع موعد الإفطار، الذي في الأغلب نضطر إلى تناوله داخل مركباتنا".

وهناك على حاجز حوارة الاحتلالي مشهد آخر من مشاهد القهر للمواطن، يذكره المواطن علي أبو ميالة من سكان بلدة بلاطة البلد، الذي يعمل في وظيفة حكومية بمدينة رام الله ويضطر يوميًّا إلى السفر والمرور منه.

يقول: "هناك تجد طوابير السيارات التي يقدر عددها بالمئات تصطف في انتظار فتح الحاجز، وأحيانًا ينكل بعنصر الشباب الذين يمرون عبر الحاجز، ويجبرون في كثير من الأوقات على الإفطار شرطًا لعبورهم منه، وكل من يخالف أوامرهم يطلبون منه العودة إلى آخر طابور المركبات عقابًا له".

أما الطالب الجامعي محمد مرداوي من مدينة سلفيت الذي يضطر يوميًّا إلى ولوج حاجزين على الأقل، للدخول إلى مدينة نابلس متوجهًا إلى جامعة النجاح التي يدرس بها، أو الخروج منها؛ فإن تلك الحواجز باتت كابوسًا يلاحقه في منامه ويقظته، كما يقول.

تنغيص

ويضيف: "في أغلب أيام دراستي الجامعية أنهي محاضراتي بعد الساعة 4 على الأقل، وخلال المدة التي تلي إنهائي للمحاضرات وحضور المركبة المخصصة لنقلي للمدينة يكون بيننا وبين أذان المغرب قرابة الساعة".

ويتابع: "الأصل في الحالة الطبيعة ألا يستغرق وصولي إلى مدينة سلفيت أكثر من 40 دقيقة، ولكن نتيجة لحواجز الاحتلال وإعاقة تحركنا نضطر في أغلب الأيام إلى تناول الإفطار على الحواجز خارج مدينة نابلس، التي هي مثال واقعي على جرائم الاحتلال".

الجنود يتعمدون تأخير المواطنين مع قرب ساعات المساء وحلول موعد الإفطار، ودليل ذلك يورده مرداوي: "بمجرد انتهاء وقت الإفطار يعاد فتح الحاجز مجددًا، ويكتفون بتنغيصهم حياتنا وحياة ذوينا الذين يتجرعون الحسرة على موائد الإفطار".