التغيير حاصل يا عزام سواء شئت أم أبيتقال عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح: "إن حركات التحرر الوطني لا تجري انتخابات تحت ظل الاحتلال إلا مرة واحدة، ولولا وفاة عرفات لما أجرينا انتخابات 2006"، وأضاف: "إن الانتخابات تحت الاحتلال تعني الاعتراف بشرعية الاحتلال وتكريسه"، وأكد أن منظمة التحرير هي مرجعية السلطة وقائدة الشعب، وهي التي قالت لا انتخابات، ومددت للرئيس أبي عمار والمجلس التشريعي إلى إشعار آخر.
نحن في الأصل لا نطالب بانتخابات إلا للتخلص ممن جعلوا أنفسهم أوصياء على الشعب الفلسطيني، مثل عزام الأحمد وشخصيات أخرى كثيرة لا حظ لها في صناديق الاقتراع، ولكن من تجلبه صناديق الاقتراع نحترمه حتى تنتهي مدته الدستورية ثم يصبح بلا شرعية حقيقية.
منظمة التحرير التي يقول الأحمد انها قائدة الشعب الفلسطيني لا تحظى بأربعين من المئة من أصوات الناخبين الفلسطينيين، إذًا لا هي قائدة ولا هي حزب حاكم، والأصل أن تقبع في صفوف المعارضة حتى يأذن الشعب برفعها لتمثيله، وهذا أمر قد لا يحدث أبدًا، ولو علم الأحمد وجماعة منظمة التحرير أن لهم حظًّا في الانتخابات القادمة لهرولوا لها هرولة، مع نهاية المدة الدستورية للمجلس التشريعي الثاني، أي قبل 12 عامًا.
يقول الأحمد: "إن الانتخابات تحت ظل الاحتلال اعتراف بالاحتلال وتكريس له"، ومن يكرس الاحتلال ويعترف بشرعيته سوى منظمة التحرير الفلسطينية وكلٌّ يطالبها بسحب اعترافها؟! ولكن فصائل منظمة التحرير مصرة على التمسك بهذا الاعتراف المتناقض مع ثوابت شعبنا، حتى لا يضيع البيت الأخير الذي يؤوي مخلفات أوسلو.
ويقول أيضًا عزام الأحمد: "إن المنظمة اضطرت إلى إجراء انتخابات ثانية بسبب وفاة الراحل ياسر عرفات"، وهل عرفات وحده الذي يموت يا عزام؟! هل قادة منظمة التحرير وغيرهم من قادة الفصائل الآن مخلدون ولن تجرى الانتخابات ولن يكون التغيير؟! إنك ميت يا عزام وإنهم ميتون، والتنظيمات تموت أيضًا بفشل سياساتها وبموت قادتها وبانقساماتها وبالترهلات التي تضربها، وتموت -بكل تأكيد- عندما تنفصل عن شعبها وتبتعد عن مصالحه وتتركه ليواجه مصيره، والشعب قادر على تقرير مصيره واختيار ممثليه والاستمرار في مسيرته حتى تحرير فلسطين حتى آخر شبر منها، ودوام الحال من المحال، ونصر الله قادم، بإذن الله.