على مدار 13 يومًا، واجه الشبان المقدسيون قوة الاحتلال الغاشمة أمام باب العامود أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، ونجحوا في فرض إرادتهم عليهم، وإزالة الحواجز العسكرية التي وضعها بهدف منع الشبان من الجلوس على درج باب العامود.
واستطاع المقدسيون وحدهم بعد مواجهات عنيفة مع جيش الاحتلال وإصابات واعتقال المئات منهم، إخضاع الاحتلال لإرادتهم، والتوقف عن استفزازهم خاصة في شهر رمضان المبارك الذي يشهد توافد آلاف المقدسيين لأداء صلاتي العشاء والتراويح.
ودخلت هبَّة المقدسيين مرحلة جديدة تميزت باتساع المواجهات وعنفوانها، لتشمل بقية أحياء مدينة القدس المحتلة، واستهداف البنية التحتية الأمنيّة للاحتلال ومستوطنيه.
الخبير في شؤون القدس ورئيس مركز القدس الدولي د.حسن خاطر، أكد أن انتصار باب العامود يضاف إلى انتصار المقدسيين في معركة "البوابات الإلكترونية"، ومصلى "باب الرحمة"، والمقبرة اليوسفية، ومقبرة باب الرحمة.
وقال خاطر في حديث لـ"فلسطين": "ما حدث في باب العامود يعد جولة من الجولات التي يخوضها أهل القدس باستمرار ويؤكدون في كل مرة أن إرادة الشعب الفلسطيني قوية وتنتصر عندما توضع أمام التحديات".
وأضاف خاطر: "أهالي القدس خلال الأيام الماضية، أكدوا أنهم قادرون على حراسة مدينتهم والدفاع عنها خاصة فيما تمر به الأمة الإسلامية".
وأوضح أن الأحداث التي حصلت في القدس وجهت رسالة قوية إلى الاحتلال أن صاحب القرار في المدينة المقدس هم أهلها، ومخططاته كلها لا يمكن أن تقرر مصير أهل مدينة القدس.
ولفت أن الاحتلال فهم رسالة المقدسيين، وبدأ في مفاوضات المنتفضين لتهدئة الأوضاع؛ لأن اندلاع انتفاضة في القدس تقلب الطاولة على حكومة الاحتلال.
وأردف بالقول: "المقدسيون أوصلوا رسالة إلى السلطة التي وقفت تنتظر وتستجدي الموقف الإسرائيلي فيما يتعلق بالانتخابات بالقدس، بأن الاحتلال هو من يسمح بها، فأراد أهل القدس أن يبرهنوا للجميع أن من يقرر مصير القدس هم أهلها، والقرارات التي يجب أن تُتخذ بخصوص المدينة تنُتزع انتزاعًا ولا تُنتظر أو تُتسول من الاحتلال بطريقة مهينة".
وشدد على ضرورة أن تدرك قيادة السلطة بشكل واضح أن القدس تمتلك القدرة على اتخاذ القرارات الخاصة بها.
وأشار خاطر إلى أن أهل القدس أوصلوا رسالة إلى الدول العربية التي وقَّعت اتفاقيات تطبيع مع الاحتلال، بأن القدس لن تكون إلا لأهلها.
رأس حربة المواجهة
القيادي في حركة "حماس"، وصفي قبها، أكد أن أهالي القدس تحدوا سلطات الاحتلال بإرادة صلبة، "فهذا الانتصار الأخير أكد أن شباب القدس يُشكلون على الدوام درعًا ورأس الحربة في الدفاع عن المدينة ومقدساتها".
وقال قبها: "الانتصار الذي صنعه أهالي القدس يضاف إلى انتصارات سابقة أجبر فيها الاحتلال على وقف الانتهاكات، ولم يكن إزالة البوابات الإلكترونية والكاميرات من أمام المسجد الأقصى بعيدًا عن ذلك".
وتابع: "استخدم المقدسيين خلال هبتهم الأخيرة أدوات مختلفة للتصدي للاحتلال والمستوطنين، منها: الحجارة، والزجاجات الحارقة، والجلوس أمام باب العامود لفترة طويلة، إذ نجحوا في إجبار الاحتلال على الاستجابة لمطالبهم".
وأشار قبها إلى أن هبَّة المقدسيين ضد الاحتلال والمستوطنين كانت محط انتباه وإعجاب لجميع الفلسطينيين والعرب والمسلمين، لما تحتله مدينة القدس من مكانة.
وذكر أن الاحتلال سيستمر في محاولات المس بالمقدسيين، ولكن شبابها لديهم قوة كافية للدفاع عنها خاصة ضد عمليات التهويد، ومحاولة إفراغها من سكانها.
وشهدت مدينة القدس المحتلة، وتحديدًا عند باب العامود، مواجهات بين المقدسيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، منذ بداية شهر رمضان، توجت بنجاح المقدسيين في إزالة الحواجز الحديدية التي وضعها الاحتلال لمنع وصول المقدسيين إلى الساحة.