فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

الدّفاع المدني: لا نستطيع الوصولَ إلى مئات المفقودين تحت أنقاض منازلهم في شمال قطاع غزّة

"أمْطرتْها بالرَّشَّاشات والقنابل اليدويَّة".. القسَّام تشتبكُ مع جنود الاحتلال وتوقعهم قتلى وجرحى في معارك شمال غزَّة

حماس: جرائمُ الاحتلال وإعدامه شابًا وطفلًا في يعبد القسَّام سيزيدُ من إصرار شعبنا على المقاومة

تحقيقٌ لـ"هآرتس" يكشف تفاصيلَ إصابة الأسرى الفلسطينيين بمرض "سكايبوس" خلال الأشهر الأخيرة!

الأونروا: الحصول على وجبات الطَّعام في غزَّة أصبح مهمةً مستحيلة ولا بُدَّ من فتح كامل للمعابر

الحالة الجوية لطقس فلسطين اليوم 25 نوفمبر

كيف تشكّل أوامر اعتقال "نتنياهو وغالانت" خطرًا على الاقتصاد "الإسرائيلي"؟ تقارير عبرية تكشف

أسعار صرف العملات مقابل الشيكل في فلسطين اليوم 25 نوفمبر

آخر التَّطوُّرات.. حرب "الإبادة الجماعيَّة" تدخلُ يومها الـ 416 تواليًا

رؤساء بلديَّات الاحتلال: نعاني أوضاعًا اقتصاديَّة صعبة و"تل أبيب" سجَّلتْ "فشلًا ذريعًا" في توفير الأمن

​فن الإلقاء بين الترهيب والترغيب

الخطابة يا سادة فن من فنون إيصال المعلومات للآخرين بأسلوب يروق لهم ، ولغة يستمتع بها كل المستمعين والمشاهدين بكافة فئاتهم العمرية ، ومستوياتهم الفكرية ،ودرجاتهم العلمية .

الإلقاء فن يستقبله المعنيون بموجات صوت متنوعة ، ولغة جسد متفاعلة ، ليبلغ درجات الإقناع للعقول والأذهان ، ويحقق الإمتاع للنفوس والوجدان ، فهي ليست مجرد كلمات تصدح ، أو أصوات تصرخ ، بل يحاول الخطيب أو الُملقي أن يُعلِمَ الناس أو يعظهم ، وحقيقة هنا مربط الفرس ، فطريقة الوعظ وانتقاء الأسلوب الأنسب مع شرائح المستمعين جزء أصيل من فنون الإلقاء ، وللأسف الشديد أن الكثيرين يعتقدون بأن الالقاء خاص بالمُلقي وقدرته على إيصال المعلومات ، دون مراعاة أنماط وطبائع واستعداد المستمعين للكلام ، فهو يُلقي وفق شخصيته وقناعته هو دون النزول أو التنويع ليتناسب المقال مع الحضور والمستمعين من الخاصة والعامة .

فعلى الخطيب أو المُلقي أن يراعي قدرات الحضور واستعداداتهم لقبول كل ما يقال بما يتناسب مع أنماطهم العقلية وثقافاتهم الحياتية ، وهنا يجب على المُلقي أن يبدأ بتوظيف قدراته الشخصية ، ومظهره الخارجي ، وجمال ملبسه ، وروعة قسماته ، ونبرات صوته ، وعظيم معلوماته ، ليشكل نسيجاً معلوماتياً بطريقة تعجب المستمعين وتناسبهم ، اما الترهيب فيجب أن يكون من خلال الترغيب ليحقق مفهوماً عكسياً ، ودافعاً أمامياً للمستمع ، ويولد رغبة في التنفيذ بعد تحقيق القناعة والاقناع ، والابتعاد عن أسلوب الصراخ والتهويل والترهيب ، واستخدام كلمات لا تليق بجمهور الحضور كالتقليل من قدرهم بوصفهم بالمقصرين أو المتخاذلين أو اللامبالاة بحال جموع الناس وعامتهم في القضايا الوطنية أو الإسلامية ، فجرح المستمع يجعله في حالة من الدفاع عن ذاته ، وتجميع قواه وأحاسيسه للدفاع عن موقفه ، وتشكيل جبهة رفض مع من حوله لتبرير موقفه ، بالمقابل الأسلوب الإيجابي في الطرح وحث الناس من خلال عرض النموذج الجميل ، والصورة المشرقة ، والتركيز من خلال الترغيب والنصح ، تصنع المعجزات في قلوب وعقول الناس من الكبار والصغار سنا وقدراً .

وأختم أن القائد العظيم محمد الفاتح كانت تسرد له والدته كل يوم قصة من بطولات السلف وإنجازاتهم ، ولم تتطرق يوماً لقصص وواقع المنهزمين والمنبطحين ، فسيرتهم لا تساهم في إعداد قادة أو بناء نفوس عظيمة قادمة للتغيير ، وخلق واقع جديد ، وهذا من عدم أسباب اقناع الجمهور بما ينادي به الملقون والخطباء منذ عقود ، و أن يكون الترغيب هو مدخل الإقناع وحث الناس على ترك العادات والممارسات السلبية ، ولكن بطريقة إيجابية شكلاً ومضموناً ، فيا أيها الخطباء والعلماء غيّروا من طريقتكم وأسلوبكم لتصنعوا من مستمعيكم قيادات وأبطالا بإيجابية وفاعلية .. ألم نتفق أن الإلقاء فن أكثر من رشق الكلمات !!