تلقت دولة الاحتلال (إسرائيل)، خلال أيام ضربتين موجعتين؛ الأولى تتمثل في إطلاق صاروخ من الأراضي السُّورية وسقوطه في منطقة النقب المحتلة بعد قطع مسافة تزيد على 200 كم دون تمكن الاحتلال من اعتراضه، أما الثانية فتتمثل في انطلاق ثورة شباب القدس ضد المحتل وقطعان المستوطنين دفاعا عن الأقصى وقدسيته ودفاعا عن حقهم في ممارسة عباداتهم وأداء شعائرهم الإسلامية في أحضان أقدس مقدساتهم.
دولة الاحتلال التي تعربد في المنطقة العربية والإسلامية وتهدد وتتوعد، أثبتت أنها أوهن من بيت العنكبوت وأضعف من اعتراض صاروخ وصفوه بالطائش أو التائه أو أيٍّ من تلك الأوصاف التي لن تُذهِب حُمرة خجلهم وخزيهم، فالكيان الذي فشل في اعتراض صاروخ لن يقوى على الصمود أمام مئات أو آلاف الصواريخ التي لو سقطت على هذا الكيان الورقي لأحرقته بكل ما في الكلمة من معنى، ولكن لحسن حظ الكيان الإسرائيلي، فالصاروخ يحمل رسالة سياسية ولا يحمل تهديدا حقيقيا من الجهات التي أطلقته، ولكن رسالة أخرى وصلت إلى الشعوب العربية؛ أن الكيان الإسرائيلي مجرد وهم ولا يحمل أيًّا من مقومات الصمود، إنْ وُجِدت أنظمة عربية أو إسلامية لديها نيّات لتحرير فلسطين واستعادة الأقصى من أيدي المغتصبين اليهود.
أما شباب القدس فإن ثورتهم أو هبَّتهم، فإنها تؤكد أن الأقصى يحيينا كلما خبت فينا روح الثورة، ويعيدنا إلى السراط القويم كلما تفرقت بنا السُّبل، فالأقصى يجمعنا ويوحدنا ويلم شملنا كلما فرقتنا المؤامرات والسياسات الداخلية والخارجية والحسابات الدنيوية. إن ثورة شباب القدس تثبت للقاصي والداني أن معركتنا مع الاحتلال معركة وجود لا معركة انتخابات وفرض سيادة وهمية، معركة بين الحق والباطل وليست معركة سياسية، فشباب القدس لم ينتفضوا من أجل أن تسمح لنا دولة الاحتلال (إسرائيل) بإجراء الانتخابات واستخدام مراكز البريد الإسرائيلية في عمليات الاقتراع، وكأننا رعايا أجانب عندها. أهلنا في القدس ومعهم ضيوف البيت المقدس، يبذلون الغالي والنفيس دفاعا عن مقدساتنا ومعتقداتنا، وليس لديهم هدف آخر، ولا يجوز بأي حال من الأحوال استثمار تلك البطولات والتضحيات المشرفة في قضايا سياسية رخيصة، ومعركة القدس لم تستعر بعد، وهذه مجرد بدايات وإشارات لمجد قادم بإذن الله.