فلسطين أون لاين

عدم الاستقرار الإسرائيلي يثير قلق "الحلفاء" العرب

تتابع دول المنطقة حالة عدم الاستقرار السياسي لدى الاحتلال الإسرائيلي، ومآلاته، ما يدفع "الحلفاء المحتملين" إلى تفضيل الانتظار حتى وضوح معالمه، لأنه بعد أربع جولات انتخابية متتالية، فشلت في حل المأزق في الكنيست لمدة عامين، بالتزامن مع مرور أقل من عام على الإنجاز الدبلوماسي المتعلق بالتطبيع بين (إسرائيل) وأربع دول عربية.

هذا العرض الانتخابي غير المتناهي، وعدم الاستقرار المصاحب له في (إسرائيل)، يسفر عن صعوبة كبيرة في تنفيذ الاتفاقيات التطبيعية التي لم يجف حبرها بعد، وبصرف النظر عن تعليق الشركاء الجدد والحلفاء المحتملين الآخرين لـ(إسرائيل) عما تشهده من حالة التشظي السياسي، فمن الواضح أن الدول العربية ذاتها لا توافق على استخدامها أرضيةً خصبةً لزيادة حظوظ وفرص السياسيين الإسرائيليين، خاصة نتنياهو.

يعتقد الإسرائيليون أن المشهد السياسي والحزبي الإسرائيلي لا يبدو جيدًا أمام "حلفائهم" العرب، لأنهم لا يحبون عدم الاستقرار السياسي في (إسرائيل). صحيح أنهم لا يعرفون طبيعة العملية السياسية لديها، لكنهم لن يلغوا اتفاقات التطبيع معها، على الرغم من أنهم غير مهتمين حاليا بأكثر من ذلك، يريدون أن يروا ما ستكون عليه أجندة الحكومة الإسرائيلية الجديدة.

لقد تم توقيع اتفاقيات أبراهام التطبيعية خلال فترة ولاية نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن الأخير لم يعد في السلطة، ومستقبل نتنياهو السياسي غير مؤكد، والحلفاء العرب لا يعرفون من سيحل محله، ولذلك فهم قلقون بشأن مستقبل العلاقات العربية الإسرائيلية، على الرغم من أن شركاء (إسرائيل) الجدد يدركون جيدًا حقيقة أنها تعيش في فترة من عدم اليقين السياسي عندما وافقوا على تطبيع العلاقات معها.

يعيش "الحلفاء" العرب مع حالة عدم اليقين بشأن الاتجاه الذي تسير فيه (إسرائيل) من مرحلة مبكرة، وكل الجوانب المرئية لموجة التطبيع الجديدة حدثت خلال عامين ونصف العام من الانتخابات، ويُعرف نتنياهو بحرصه على الاستفادة من أي ميزة انتخابية قد يجدها، وليس مستغربا أن جيرانها ليسوا حريصين خاصة على لعب أدوار داعمة له.

لم يكن أحد من "الحلفاء" العرب في عجلة من أمره لمساعدة الحملة الانتخابية لنتنياهو، الذي يتمتع بتاريخ طويل من محاولته الاستفادة من موقعه على المسرح العالمي للحصول على أوراق اعتماد سياسية، ويميل لعقد اجتماعات رفيعة المستوى أو السفر في فترات ما قبل الانتخابات.

على الرغم من التوافق الخليجي مع نتنياهو بشأن إيران فإنهم لا يثقون به كثيرًا، وفي الآونة الأخيرة تضاءلت هذه الثقة قليلاً، وهذه الدول تسعى لإرسال رسالة ليس فقط لنتنياهو، ولكن لكل زعيم إسرائيلي آخر لديه خطط مماثلة، مفادها أنهم لن يكونوا جزءاً من المنافسة الداخلية في الساحة السياسية الإسرائيلية، وقد يكون هذا السبب الذي يجعل السعوديين أكثر حذرًا في التقارب من (إسرائيل)، مع أن علاقاتهما باتت "سراً مكشوفاً".