في كشف جديد لأهوال الحرب وشدة الخسائر التي أصابت العدو الصهيوني، وارتدادات كل ذلك على عناصر الجيش الصهيوني تحديدًا، وذاكرة الجمهور الصهيوني التي كويت عمومًا، حرق أحد عناصر لواء غولاني من الكتيبة 13 "مشاة مدرعات" الجندي "إيتسيك سعديان" نفسه، ما أدى إلى إصابته بحروقٍ بالغة، أدخل إلى المستشفى (قسم العناية المكثفة)، لتستنفر وزارة الحرب الصهيونية محاولة احتواء هذا الحدث الذي بين هشاشة المنظومة الإدارية للجيش الصهيوني، وعدم وجود قاعدة قيمية حتى مع جنوده.
أخيرًا نقلت القناة العبرية 13 احتفالات ووقائع يوم "ذكرى" الجنود الذين سقطوا في معارك الكيان الصهيوني، ترافق ذلك مع خبر بث قبل أيام بحرق الجندي سعديان نفسه اعتراضًا على تقصير قيادة الجيش في علاجه.
البداية كانت في حي الشجاعية عندما استهدفت ناقلة الجند التي كان فيها إيتسيك سعديان بقذيفتين مضادتين للدروع، وعليه قُتل من قُتل وأصيب سعديان، وعلى مدار سنوات بعد الحرب ترك المصابون يعانون الجروح الجسدية، والأخطر النفسية، حتى وصل الجندي سعديان لقراره بالانتحار حرقًا استسلامًا لانهياره النفسي وحياته الكئيبة.
سعديان ذهب إلى مراكز العلاج الجسدي في البداية، لكنهم رفضوا علاجه بحجة أن إصابته كانت تقدر ما بين 25% و50%، وأن هناك أولويات للعلاج، وعلى مدار السنوات التي طالب فيها بعلاج تحول إلى مريض نفسي كما قيم لاحقًا.
سعديان قدم كل ما يملك للدولة العبرية، والدولة قابلته بالجحود والنكران، التفسير الوحيد لذلك يدل على عدم أخلاقية هذه الدولة حتى مع "مواطنيها"، وبالأخص جنودها.
الجيش في فعل مستغرب سحب سلاح الجندي إيتسيك سعديان وادعى أنه مصاب بمرض نفسي قبل الالتحاق بالجيش، العائلة تعقب على ذلك بسؤالها عن كيفية قبول الجيش تجنيد ابنها، إن كان يعاني مرضًا نفسيًّا.
القرائن من كل ما سبق تقود إلى أن مصير الجنود المصابين إن كان الإهمال وصولًا إلى محاولة الانتحار حرقًا، فهل يؤثر ذلك في من يرغب في التجنيد لمصلحة الجيش بأن يراجع حساباته بشأن مصيره، إن أصبح مصابًا أو أبعد من ذلك إن اختطف كما شاؤول أورون وهدار غولدن؟
ونحن نكتب هذه السطور يوجد الجندي إيتسيك سعديان في العناية المكثفة بإصابته الخطرة، ليس من الحرق فقط، بل من آثار وارتدادات الحرب التي لن تنتهي، سعديان ليس الأول ولن يكون الأخير في هذا الكيان، ومع ذلك سُمع صوته بحرق جسده.