فلسطين أون لاين

ريان وجدو (1) هيا نتعلم الصيام

...
ريما عبد القادر

رمضان مبارك علينا وعليكم

أحب أعرفكم بنفسي أنا جدو عبد الله، وهذا حفيدي ريان أحبه كثيرًا، سأطل عليكم في شهر رمضان المبارك بمغامرات جميلة برفقتكم، ونتعلم أشياء كثيرة ومفيدة.

اليوم الأول من شهر الخير كان ريان يشعر بسعادة غامرة، خاصة أنه ساعد والده الليلة الماضية في تعليق زينة رمضان، ولم ينس أن يضع الفانوس على مدخل البيت، وكذلك ساعد والدته بتحضير السحور، ولم يقبل النوم إلا بعد أن يصلي مع والده الفجر.

ريان هذه السنة قرر أن يصوم بعد ما بلغ ثمانية أعوام، لكن قبل أذان العصر شعر بالعطش وذهب ليشرب ماء، فرأى والده ذلك وأخذ يوبخه، ويضربه، لأنه أفطر قبل أذان المغرب.

وبسرعة صار ريان يبكي وهو يركض إلى حضن جدو، في هذه اللحظة جدو الحنون أول شيء فعله أنه أخذه بالأحضان وصار يمسح دموعه ويحاول أن يشعره بالأمان حتى يشعر حفيده بعدم الخوف.

وبالفعل بعد دقائق قليلة سكت ريان وصار جدو يلاعبه حتى صارت الضحكة تزين ملامحه الجميلة، بعدها سأله عن سبب البكاء فأخبره بما حدث.

هنا شعر ريان بأن جدو سيغضب، لأنه شرب الماء قبل المغرب، لكن الأمر كان مختلفًا إذ الابتسامة الحانية كانت واضحة على ملامحه، وبيده الحنونة أخذ يلاعب شعره الصغير.

جدو بكل حب بين لريان أن الصيام هو عدم الأكل والشرب في النهار، وبعد المغرب ممكن أن يشرب الصائم الماء والعصير ويأكل الحلويات والطعام اللذيذ.

وأخذ يعلم ريان على الصيام تدريجًا فأعد له جدولًا مكتوبًا عليه أيام شهر رمضان، وكل يوم ريان سيزيد ساعة في الصيام، حتى يستطيع صيام يوم كامل، واتفقا على ذلك بكل سعادة غامرة.

وبعدها نادت والدة ريان على طفلها، ليساعدها في إعادة ترتيب الألعاب إلى مكانها، وكان والد ريان قد اقتربت خطواته من جدو، وبعد أن قبل يديه ورأسه وجلس بجواره أخذ جدو يتحدث إليه ويخبره بأن ريان لا يزال طفلًا صغيرًا ولم يفرض الله تعالى عليه الصيام في هذه السن، ونصحه بأن يعلمه العبادة بالحب لا الضرب؛ فهو لا يزال لا يعلم كيفية الصيام، وأن يعلمه أن الصيام عبادة نتقرب بها إلى الرحمن الرحيم، وأن يستعمل معه أسلوب التشجيع بصوم ساعة زيادة كل يوم بعيدًا عن الصراخ والضرب.

أخبره والد ريان أنه ضرب نجله حتى لا يعيد فعلته ولا يقطع الصيام؛ فهو يريد بذلك أن يكون ولده صالحًا.

في هذه اللحظة ابتسم جدو وأخذ يمسك بيديه بيد نجله، ويقول له بصوت أبوي حنون: "تذكر -يا ولدي- الدين يسر؛ فلا تكلف طفلك أكثر من طاقته، فالضرب سيصرفه عن الطاعة".. حثه على الصيام بالحب وبالحنان فإن استطاع الصيام فسيكون لريان أجر وأنت كذلك سيكون لك الأجر الطيب من الله تعالى، وإن لم يبلغ الحلم بعد، لكن لا تكلفه أكثر من طاقته".