كشف حجم الاعتراضات التي تلقتها لجنة الانتخابات المركزية البالغ عددها 230 اعتراضا، غالبيتها بين قوائم تيارات حركة "فتح" حجم الانشقاق والعداء داخل الحركة.
ورأى مراقبون هذه الخطوة محاولة من القوائم لإسقاط بعضها، بهدف السيطرة على القاعدة الجماهيرية الفتحاوية التي باتت مشتتة أمام الانتخابات المقبلة.
وقبل إغلاق باب الاعتراض بساعة، الخميس الفائت، بادرت القائمة الرسمية لحركة "فتح" (العاصفة) بتقديم عشرات الاعتراضات على عدة قوائم كان الأعلى منها لقائمة "المستقبل" التابعة للتيار الإصلاحي لحركة "فتح" الذي ردت قائمته بدورها بعشرات الاعتراضات على القائمة الرئيسة.
وطالت الاعتراضات قيادات القائمتين، عدا عن تقديم قائمة (العاصفة)، بحسب مصادر لصحيفة "فلسطين" طعنا ضد الاسم الأبرز في قائمة "المستقبل" وهو سمير المشهراوي، مستندة لأمرين، أحدهما يتعلق بإقامته خارج فلسطين، والأمر الثاني تتحفظ "فلسطين" على نشره.
وتبدو حجة قائمة (العاصفة) ضعيفة أمام لجنة الانتخابات لإسقاط "المشهراوي" إذ إن قانون الانتخابات يعد كل من سجل بالسجل الانتخابي مقيما، في حين يبقى القرار الأخير لمحكمة الانتخابات.
أما قائمة "المستقبل" فقد قدمت طعونها ضد (العاصفة) وشملت عضو اللجنة المركزية لـ"فتح" جبريل الرجوب.
التيار الإصلاحي
وقال الناطق باسم "التيار الإصلاحي" ديمتري دلياني: إن الرجوب ما زال رئيسا لاتحاد كرة القدم ورئيسا للجنة الأولمبية في خرق واضح لقانون الانتخابات الذي ينص على "أن كل مرشح يجب أن يستقيل من وظيفته سواء رسمية أو عامة".
وأوضح دلياني لصحيفة "فلسطين": أن حجم الاعتراضات على قائمة "المستقبل" من قبل قائمة رئيس السلطة محمود عباس "العاصفة" يعبر عن حالة الخوف والارتجاف من قائمتنا التي تكتسح الضفة من تحت أقدامهم، لأنهم يعلمون أنهم ليسوا منافسين لنا في غزة، ولم يتوقعوا هذا الدعم الجارف بالضفة".
واتهم القائمة الرسمية بارتكاب ما سمّاه "حماقة" انعكست عليها سلبيا.
وأضاف دلياني: "هم (العاصفة) لا يريدون أن ندخل الانتخابات، وينظرون إلينا كخطر.. فبدؤوا يتخبطون، ويريدون طرح تأجيل الانتخابات وتشويه سمعتنا، والضغط علينا من خلال الاعتراضات".
وتابع: "من واجه الفساد في قلب النظام لن يخشى مواجهته خارجه".
وبشأن طبيعة الاعتراضات الموجهة ضد قائمة التيار الإصلاحي أكد أن هدفها "التشهير"، وتمثلت في استدعاء ضباط مفصولين من عملهم أو المتقاعدين، واعتراضات لموظفين مفصولين منذ سنوات ولم يتلقوا رواتبهم من السلطة عبر التلاعب بالسجل الوظيفي بإعادة أسمائهم إلى الكشوفات.
فتح الرسمية تبرر
لكن رئيس المكتب الإعلامي لمفوضية التعبئة والتنظيم في حركة "فتح" منير الجاغوب، قال: إن حركة "فتح" لا تخشى التيار الإصلاحي، ولها أصواتها المحسوبة عليها.
وأضاف الجاغوب لصحيفة "فلسطين": "موضوع الاعتراضات حق قانوني لكل المواطنين أن يعترضوا كما يرونه مناسبا، ليس خشية من أحد، بل للتوضيح للشارع من هي القوائم المرشحة، وما هي أساليبها في العمل السابق، ومن هذا المنطق جاء موضوع الاعتراض".
وأقر بوجود "اعتراضات كبيرة" على قائمة (العاصفة)، وتابع: "نحن لا نحزن من ذلك لأن الأمر مرتبط بحرية الرأي والتعبير وله علاقة بمراحل العملية الانتخابية، وأي مواطن يستطيع ممارسته ونحن قدمنا أيضا اعتراضات على كتل أخرى" وفق تعبيره.
حالة تصدع
وتعليقا على ذلك قال مدير مركز "يبوس" للدراسات سليمان بشارات إن حجم الاعتراض المقدم يعكس حالة التربص بين القوائم المتنافسة داخل حركة "فتح"، ومحاولة لكشف أوراق بعض القوائم بهدف إضعافها وبالتالي خسارتها في الانتخابات المقبلة.
وعدّ بشارات في حديثه لصحيفة "فلسطين" هذه القضايا دليلا على حالة التصدع التي تعيشها حركة "فتح".
وقال: صحيح أن "حماس" هي الخصم السياسي لـ"فتح" كخصم معروف معالمه وواضحة ملامح المنافسة إلا أن الخصومة الأكبر تكمن في القوائم المنشقة عن "فتح".
وأضاف: وهنا يكمن الخوف لدى قائمة (العاصفة) بأن من ينافسها على القاعدة ذاتها التي أصبحت متشعبة بين ثلاثة تيارات فتحاوية وبالتالي انحصرت المنافسة على الجمهور ذاته.
وأكد بشارات أن النقطة الأهم في هذا الصراع أن القيادات في "فتح" تريد الحفاظ على مركزية القيادة والقرار دون أن يشاركهم أحد في المكانة والمنصب، وهو ما يعكس حالة الإقصاء داخل الحركة.