تتناوب سجون الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية على اعتقال الأسير المحرر أحمد عواد في مدينة نابلس؛ فقبل أيامٍ اعتقله جهاز "الأمن الوقائي" متجاهلاً وضعه الصحي المتدهور.
وتشعر زوجته حنين البنا، بالحزن إزاء اعتقال زوجها الذي كان من المفروض أن تحسن السلطة معاملته عوضاً عن إلقائه في السجن؛ وفق رأيها؛ فقد كانت تترقب تخرج زوجها من كلية الدراسات العليا؛ إلا أن هذا الحلم بقي مُعلّقاً بسبب استمرار الاعتقالات بحقه.
وقالت البنا لصحيفة "فلسطين": "زوجي يدرس في جامعة النجاح؛ ولا يستطيع استئناف دراسته في هذه الظروف بسبب تكرار الاعتقالات؛ فعدد مرات مجموعها في سجون السلطة والاحتلال نحو تسع سنوات".
وقدمت محامية عواد التقارير اللازمة للنيابة العامة؛ وطلبت إخلاء سبيله؛ لكن المحكمة رفضت. وأشارت البنا إلى أن اعتقال زوجها ألقى بظلاله القاتمة على مسيرته التعليمية؛ قائلة: "أكمل الثانوية العامة في السجن، حتى البكالوريوس أنهاه خلال فترات متقطعة؛ واليوم ها هو عاجز عن إكمال الماجستير".
وحذرت الزوجة المكلومة من مغبَّة الاستمرار في اعتقال زوجها كونه يعاني العديد من الأمراض منها السكري والضغط والتي تزداد مضاعفاتها مع كل اعتقال. وتتحدث البنا عن أثر غيابه على الأسرة، وتقول: "تحولت حياتنا إلى كابوس؛ فقد اضطرب أبنائي نفسياً؛ لكم أن تتخيلوا الحالة التي نعيشها؛ مدة وجيزة من الاستقرار هي "الاستراحة الفاصلة" ما بين اعتقالٍ وآخر؛ بلا شك أن الحالة الوجدانية لأطفالي تزداد سوءاً؛ حتى على صعيد تفاعلهم مع المحيط".
وتبدو قلقة إزاء تحصيلهم الدراسي؛ موضحة: "التوتر والترقب والخوف على والدهم هي المشاعر المختلطة التي لا ينجحون في تجاوزها؛ فهم يعجزون الآن عن أداء واجباتهم الدراسية؛ كما أن استعدادهم للامتحانات النهائية ليس على أكمل وجه؛ وخصوصاً ابني الأكبر "المقداد" الذي يستعد لتقديم امتحانات الثانوية العامة".
وفي الأعياد وشهر رمضان والمناسبات السعيدة؛ يترك هذا الغياب الأثر الكبير في نفوس أبنائه؛ كما تقول البنا؛ التي تأمل الإفراج عنه قريباً كي يشاركهم أجواء شهر رمضان المبارك.