فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

نتنياهو يصارع للبقاء في مقر رئاسة الحكومة

يبدو لافتًا أن بنيامين نتنياهو -رغم ما قدَّمه للإسرائيليين: داخليًّا وخارجيًّا- لم يحصل للمرة الرابعة في سنتين على ثقة أغلبيتهم للفوز مجددًا، ما منعه تحقيقَ نصر واضح، في حين يسعى خصومه لفرض الهزيمة عليه.

لقد كادت انتخابات 23 مارس، الرابعة خلال عامين، أن تكون نتائجها في متناول نتنياهو، بعد أن فشل في ثلاث جولات انتخابية متتالية بالحصول على أغلبية قوية تؤهله لتشكيل الحكومة، رغم أنه حشد كل مهاراته السياسية الكبيرة للتغلُّب على منافسه الرئيس غانتس، وبالكاد بقي ممسكًا بالسلطة، عقب إغرائه له بالانضمام إلى ائتلافه.

لقد أخفق نتنياهو في الظفر بموقع رئاسة الحكومة رغم جهوده في توفير لقاحات كورونا، وتوقيع أربع اتفاقيات تطبيع عربية، أشاد بها الإسرائيليون على نطاق واسع في أشهر ما قبل الانتخابات، وما سجله الموساد من نجاحات في الصراع ضد برنامج إيران النووي، وأثبت الاقتصاد الإسرائيلي تحت إدارته أنه قوي جدًا ومبتكر، وإمكانية تعافيه بسرعة نسبيًا من أزمة كورونا.

حتى أنه في الفترة التي سبقت الانتخابات الأخيرة، تعزز حضور نتنياهو على التلفزة، للدفع بأهدافه السياسية في الخفاء والعلن، وساعده أن خصومه السياسيين منقسمون للغاية، ومعادون لبعضهم، رغم اتساع معسكر نتنياهو المعارض، بما في ذلك منافسته المباشرة منه من السياسيين الصقور مثل نفتالي بينيت وغدعون ساعر، بجانب منافسه اليميني منذ فترة طويلة أفيغدور ليبرمان، وخاض كل منهم حربه ضده على حدة.

كما أن شاشات التلفزة منحت نتنياهو مساحات إعلامية وساعات بث أكثر بكثير من خصومه، ورغم أنه كان من الواضح أن فرصه في الفوز ستزداد كثيرًا إذا فشل أحد معارضيه على الأقل في دخول الكنيست، ومع كل ذلك، فقد خسر حزب الليكود وتراجع من 36 مقعدًا في الانتخابات السابقة 2020 إلى 30 مقعدًا في الانتخابات الحالية 2021، بخسارة 285 ألف صوت.

يعكس التوزيع البرلماني الجديد نتائج استطلاعات الرأي في عدة مرات قبل الانتخابات، بحيث أن أكثر من نصف الناخبين لا يريدون ببساطة أن يستمر نتنياهو رئيسًا للوزراء، أو بعبارة أخرى أكثر دقة: لماذا لم يُقدِّر الكثير من الإسرائيليين الكثير من الأشياء التي عملها نتنياهو لحماية (إسرائيل)، ربما لوجود عدد غير قليل من المخاوف عليها.

هناك مجموعة من العوامل التي عدَّها الإسرائيليون مبررًا للقضاء على نتنياهو، رغم أنه السياسي الأكثر نجاحًا بنظر أنصاره، لكنه بالنسبة لخصومه فإن الادعاء المشترك لجميعهم أنه ببساطة لم يعد يفصل مصلحته عن مصلحة الدولة، وبالتالي فهو على استعداد لاستخدام أي وسيلة، بما في ذلك التحالف مع أتباع كاهانا للبقاء في الحكم.