فلسطين أون لاين

تشاؤم فلسطيني من نتائج الانتخابات الإسرائيلية 2-2

في حين لا يتوقع الفلسطينيون تغيرا بالسياسة الإسرائيلية تجاههم بعد الانتخابات، لأن نتائجها عززت مكانة اليمين المتطرف؛ ما يعني عرقلة تحقيق التسوية في المنطقة، لأن نتنياهو استغل طيلة مراحل حكمه منذ 2009 لتعميق الاستيطان، وضم المزيد من الأرض الفلسطينية المحتلة، واستكمال عمليات تهويد القدس.

أنتجت نتائج الانتخابات الإسرائيلية أمام الفلسطينيين ثلاث مشكلات: أولها الانزياح نحو اليمين، وفوز المتطرفين والعنصريين؛ ما يضائل مفاهيم السلام والتعايش لدى الإسرائيليين، وثانيها تكريس التطرف بالكنيست والحكومة القادمة؛ ما سيصعِّب على الإدارة الأمريكية جهودها لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وثالثها أن أي حكومة قادمة ستكون هشة وضعيفة، وغير قادرة على اتخاذ قرارات مصيرية لحل الصراع مع الفلسطينيين، لأنها قد لا تستند إلى شبكة أمان برلمانية واسعة في الكنيست.

يمكن القول بكثير من الثقة أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية خطِرة على صعيد القضية الفلسطينية، وقد تشجع الائتلاف الحكومي اليميني المقبل القادم لفرض حقائق على الأرض، رغم عدم وجود فروق بين الحكومات الإسرائيلية، أما السلطة الفلسطينية فضيعت سنوات عديدة وهي تراهن على فروقات وهمية بينها.

علمًا بأن أي حكومة قادمة لن تغير من طبيعة الصراع مع المحتل الإسرائيلي، لأن المنافسة في الانتخابات جرت داخل معسكر اليمين، بين المتطرفين والأشد تطرفًا، وإن مؤشرات فوز اليمين المتطرّف في الانتخابات، تؤكد أن (إسرائيل) منحازة للتطرف والإرهاب، وتشكّل انتصارًا لليمين العنصري الفاشي الذي يهيمن على دائرة صنع القرار فيها.

يرجح أن تركز السلطة الفلسطينية عملها بعد إعلان نتائج الانتخابات الإسرائيلية على تفعيل الضغوط الخارجية على (إسرائيل)، والتحرك لدى إدارة بايدن، وتكثيف الاتصالات مع المجتمع الدولي، دون قطيعة مع (إسرائيل)، رغم تشكيل الحكومة اليمينية المتوقعة، بل ستواصل التنسيق الأمني والاتصالات المدنية معها.

مع العلم أن إعلان نتائج الانتخابات الإسرائيلية تزامن مع إقبال الساحة الفلسطينية على حدثين مهمين: أولهما الانتخابات العامة ومشاركة حماس فيها، وثانيها بدء المحكمة الجنائية الدولية إجراءاتها للتحقيق في الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وهذان تطوران كفيلان بتوتير العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، لكن السلطة الفلسطينية ستسعى للحفاظ على الوضع القائم في العلاقة مع (إسرائيل) لكسب مزيد من الوقت، خاصة بعد إزاحة صفقة القرن عن التداول السياسي.

يدرك الفلسطينيون جيدا أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تترك آثارها السلبية المباشرة على واقعهم السياسي والميداني، وفي ظل القناعات الفلسطينية السائدة بأن الحكومة الإسرائيلية القادمة ستكون يمينية على كل الأحوال، سواء ترأسها نتنياهو أو أي من خصومه، فإن ذلك يعني مزيدا من تأزيم العلاقة مع الفلسطينيين من جهة، وإحباطا لآمال السلطة الفلسطينية التي بنتها عقب وصول بايدن للبيت الأبيض، وإمكانية إطلاقه عملية تسوية من جهة أخرى.