أصيب الفلسطينيون بخيبة أمل كبيرة بعد إعلان نتائج الانتخابات الإسرائيلية، التي أظهرت فوز تيارات يمينية، خاصة المعسكر اليميني برئاسة نتنياهو بغالبية المتدينين والمستوطنين، دون أن تحقق انتصارا حاسما؛ ما قد يمنع استئناف المفاوضات معهم، ووضع المزيد من العقبات أمام توجيهات الإدارة الأمريكية للدخول بعملية سياسية بين الطرفين.
وبعد أن أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية النتائج النهائية للانتخابات المبكرة الرابعة، وبموجبها حصل المعسكر اليميني الذي يقوده رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو 52 مقعدًا، و57 مقعدًا لمعارضيه؛ ما يشير إلى أن الجانبين لم يحصلا على أغلبية تؤهلهما لتشكيل الحكومة القادمة، أي عدم وجود حسم لأي من المعسكرين.
وفي حين أن خصوم نتنياهو يمثلون العديد من الأحزاب، أهمهم: أزرق-أبيض، العمل، يوجد مستقبل، أمل جديد، القائمة المشتركة، فإن نتنياهو الذي يمثل اليمين، هناك أحزاب مصنفة على اليمين المتطرف موجودة داخل معسكره، ومن أبرزها: الصهيونية الدينية، يمينا.
ورغم أن الفلسطينيين ينظرون إلى الانتخابات الإسرائيلية بأنها شأن داخلي، لكنهم يخشون أن تنعكس نتائجها الحالية على واقعهم السياسي، ومزيد من انسداد الأفق أمام أي مفاوضات مستقبلية، وفرض حقائق على الأرض بالضفة الغربية.
من الواضح أن الانتخابات الإسرائيلية شهدت حصول قوى يمينية على تفوق لافت، بغض النظر عن أحزابها ومسمياتها، تمخضت عن فوز لليمين الأكثر تطرفاً، التي تتنكر لحقوق الفلسطينيين، وترفض أي دعوة لاستئناف المفاوضات، وكشفت نتائجها عن انزياح إسرائيلي نحو اليمين؛ ما يعوِّق أي تحرك أمريكي أو دولي لإحياء عملية التسوية، خاصة إن طُبِّقت شعارات اليمين الانتخابية حول خطة الضم بالضفة الغربية؛ ما قد يستدعي من الفلسطينيين تكثيف جهودهم السياسية مع المجتمع الدولي، والمقاومة على الأرض.
ظهر لافتا أن السلطة الفلسطينية أصدرت تعليمات عُليا بعدم إطلاق تصريحات عن الانتخابات الإسرائيلية، قد يفهم منها أنها تدعم جهة على حساب أخرى، مع أن اتصالات أجراها باتين مولا، نائب وزير في مكتب نتنياهو، مع مسؤولين بها لحث الجمهور العربي في (إسرائيل) على التصويت لحزب الليكود، حيث ترى السلطة أن المنافسة في الانتخابات الإسرائيلية بين اليمين، ممثلا في نتنياهو، واليمين المتشدد، ممثلا في غريميه السياسيين، غدعون ساعر رئيس حزب "أمل جديد"، ونفتالي بينت رئيس حزب "يمينا".
من الواضح أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تعني عدم إطلاق مفاوضات فلسطينية إسرائيلية، بل ستقتصر علاقاتهما على التنسيق الأمني، وستكون الأمور صعبة بالضفة الغربية بتكثيف الاستيطان، وانطلاق تنفيذ خطة الضم، والسيطرة على أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية.
أما الوضع في قطاع غزة فمن المرجح أنه لن يتأثر كثيرا بنتائج الانتخابات الإسرائيلية، فالجيش والمخابرات الإسرائيليان لديهما رؤية واضحة تجاهه، من خلال استمرار العمل بالتفاهمات الإنسانية الجارية.