على الرغم من انزعاجي أحيانا لعدم نشر بعض المقالات لأنها تتعارض مع أجواء المصالحة فإنني أحترم جدا سياسة صحيفتنا " فلسطين"؛ لأنها تسعى جاهدة للابتعاد عن كل ما يعكر صفو الأجواء التصالحية أو المس ببعض الشخصيات الرسمية وغير الرسمية دون وجود مبررات كافية.
كنت أتمنى ألا يقتصر الالتزام على صحيفة فلسطين، بل يتعداه لباقي الصحف والمواقع الإلكترونية التابعة للسلطة أو الفصائل الأخرى، ولكنها أمنية بعيدة المنال. قبل أيام كتبت إحداهن مقالا في وكالة معًا فيه انتهاك صريح لروح المصالحة وما تم الاتفاق عليه بين الفصائل، وهذه ليست المرة الأولى ولا العاشرة التي تسمح وكالة معًا بفتح بابها لمن هب ودب للنيل من التيار الإسلامي والمقاومة الفلسطينية. في خربشاتها الصبيانية كتبت المشار إليها عن قائمة "القدس موعدنا"، فاتهمت حركة حماس أنها صنيعة رابين، وأن رابين هو من أنشأ "المجمع الإسلامي" للتصدي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولم تكتفِ بذلك، بل اتهمت جماعة الإخوان بالتحالف مع نتنياهو من خلال عضو الكنيست الإسرائيلي منصور عباس.
لا يمكنني إلقاء اللوم على من لا وزن لهم، ولكنني ألوم وكالة معا لأنها أصبحت بوقا منحازًا لكل من يهاجم التيار الإسلامي، فهل يسمح الدكتور ناصر اللحام بالإساءة لفصائل منظمة التحرير وحركة فتح على وجه التحديد بهذا الشكل الفج؟ لا أعتقد، وإلا لن يحافظ على موقعه 24 ساعة، وبغض النظر إلى أي طرف ينحاز الدكتور ناصر ووكالة معا فإنه لا يجوز له تشويه الآخرين وتهديد مشروع الوحدة الوطنية، وعليه لا بد أن تكون هناك رقابة على كل ما يتم نشره سواء في وكالة معا أو في غيرها من وسائل الإعلام.
أما بخصوص منصور عباس واتهامه بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين فأنا أقول إن من ينتمي لجماعة الإخوان يكون مكانه السجن والتضييق، مثل شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح حفظه الله، وأما من كان عضوا في الكنيست الإسرائيلي فلا علاقة له بجماعة الإخوان المسلمين، وهو بعيد كل البعد عن أي تيار له علاقة بالإسلام حتى لو ادعى ذلك.