فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

رصد (إسرائيل) لأوجه الخلافات مع بايدن

تُبدي الأوساط الإسرائيلية استياءها من جعل موضوع حقوق الإنسان أولوية قصوى في سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، بزعم أنه قد يقوِّض الأنظمة العربية "المعتدلة"، المطبعة مع الاحتلال، ويضعف التحالف المناهض لإيران، وهو ما فعله الرئيس السابق باراك أوباما.

هذا الاستياء الإسرائيلي يعود إلى بدايات دخول الرئيس جو بايدن للبيت الأبيض، ما زاد من مخاوف وصول "إسرائيل" والولايات المتحدة في مسار تصادمي، لأنه رغم الوعود الأمريكية بالتشاور مع تل أبيب وحلفائها العرب بأي خطوة تقوم بها في السياق الإيراني، لكن الإسرائيليين لا يتوقعون الكثير من الاتصالات الأمريكية، حيث تشترك معظم الدول في أوروبا في هذا الاتجاه، ما يزيد من الشعور الإسرائيلي بالتهديد بالنظر لإيران النووية كخطر وجودي، ولا يمكنها قبول نهج إدارة بايدن في هذه القضية.

على الصعيد الفلسطيني العربي الإسرائيلي، فلا يزال من غير الواضح ما موقف إدارة بايدن من اتفاقات التطبيع، وهو إنجاز للإدارة السابقة، باعتبار هذه الاتفاقات تحالفًا مناهضا لإيران، ما يطرح تساؤلات حول إمكانية ابتعاد واشنطن عن التحرُّك المهم للمنطقة لإرضاء طهران، أم ستستخدمها كرافعة ضد إيران، أم تحاول توسيع الاتفاقات لتقوية (إسرائيل) وتقليص شكوكها.

تل أبيب تتابع بقلق تصريحات واشنطن الأخيرة تجاه السعودية ومصر، لا سيما في ظل تغييب حقوق الإنسان كقضية في العلاقات الأمريكية مع إيران، وشطب الحوثيين من قائمة التنظيمات الإرهابية، ومنع المساعدات للسعودية خلال حربها في اليمن، وهي دولة ذات أهمية إستراتيجية كبيرة، لكنها خطوة غير حكيمة تقوي إيران ومبعوثيها.

كما أن الارتباط بين تل أبيب وموسكو قد يؤدي إلى زيادة التوترات بين واشنطن وتل أبيب، التي تنسق حاليًّا أنشطتها العسكرية ضد إيران في سوريا مع روسيا، ويخدم هذا التنسيق مصلحة أمنية مهمة، كما قامت إسرائيل مؤخرًا بتمويل نقل لقاحات كورونا روسية الصنع للحكومة السورية مقابل تحرير امرأة إسرائيلية عبرت الحدود إلى سوريا، ولم يتضح بعد رد بايدن على التقارب بين إسرائيل وروسيا.

ربما تشكِّل نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة فرصة أمريكية لمحاولة التخلص من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وترقية أحد المرشحين الذي سيكون أكثر "راحة" لها، حيث تدخلت الإدارات الأمريكية السابقة، بما في ذلك إدارة أوباما، التي شغل بايدن منصب نائب الرئيس فيها، في السياسة الداخلية لإسرائيل، لكنها كانت تدخلات غير ناجحة، رغم أن فوز نتنياهو أثار استياء واشنطن، وفورًا نشأت توتراتهما.

الخلاصة أن العلاقات مع الولايات المتحدة ركيزة من ركائز الأمن القومي لإسرائيل، وإذا قللت الولايات المتحدة دورها في الشرق الأوسط، فإن إسرائيل قد تتمتع بمجال أوسع للمناورة، رغم أنها لم تستجِب دائمًا للرغبات الأمريكية.