لا أعرف ما الذي نريد إثباته عندما نقول إنه لا انتخابات دون القدس، خاصة عندما تكون الانتخابات مرتبطة بموافقة الاحتلال الإسرائيلي؟ هل نريد إثبات أن القدس لنا أم إثبات أنه لا سيادة لنا على القدس دون إجراء الانتخابات أم ماذا؟
القدس لنا بانتخابات أو دون انتخابات، ولا أعني بالقدس ما يسمى "القدس الشرقية" لأنني لا أعترف بوجود قدسين، وما يسمونه القدس الشرقية أو عاصمة دولة فلسطين الأوسلوية إنما هي أقل من خمس مدينة القدس، فالقدس كلها لنا كما هي حيفا ويافا وعكا، وكل شبر من الوطن احتله اليهود عام 1948 أو عام 1967، ولذلك نقول إن القدس لا شرقية ولا غربية، وإنما فلسطينية عربية إسلامية.
منذ الانقسام شعبنا يعيش في حالة تيه واضطراب ومعاناة، والذي لم يتأثر في هذه المرحلة الكئيبة هو مسيرة رجال الخنادق والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التي تطورت تطورًا يشهد له العدو قبل الصديق، ومن جانب آخر لم تتأثر مسيرة رجال الفنادق والسياحة السياسية الذين يخوضون معاركهم في أروقة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي دون جدوى، ونحن نعلم أنها دون جدوى وهم يعلمون ذلك، وللأمانة لا بد من الإشارة إلى سحب بطاقة (في آي بي) من وزير خارجيتنا، ولا بد من تقديم "تضحيات" في المعارك الدبلوماسية.
إذن الانتخابات ضرورية رحمة بالشعب المطحون مع الانقسام السياسي بين الفصائل، فهو لم يعد يحتمل عواقب الانقسام، ولا بد من وضع حد له بالانتخابات وترتيب البيت الفلسطيني ووقف العقوبات غير المسوغة، لا بد من انتخابات حتى نثبت أن لدينا سلطة شرعية، فدون انتخابات لا يوجد سلطة، وكيف تكون سلطة دون مجلس تشريعي أو دون سلطة تنفيذية منتخبة؟!
لذلك أقول إن تأجيل أو تعطيل الانتخابات بذريعة القدس يعني أن الشعب الفلسطيني سيفقد الأمل في التغيير وعودته للحياة الطبيعية، ويعني أن غضب الشارع الفلسطيني سيتضاعف، ولا نعلم عواقب غضبه وعواقب الاستمرار في التلاعب بمشاعر الناس، ولذلك لا بد أن نمضي في العملية الانتخابية حتى نهايتها، وأما الانتخابات في القدس فهناك شبه إجماع بين قادة الفصائل على أنه لا يجوز انتظار موافقة العدو، وإنما لا بد أن تكون بالطريقة التي يقررها الشعب الفلسطيني وفصائله.