أجرى المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله، استطلاعًا للرأي في مارس الجاري، شمِل 1200 شخص من الضفة وغزة وبنسبة خطأ 3% "حسب ادعاء المركز"، فكان من نتائج الاستطلاع الواسع بشأن الانتخابات التشريعية أن قائمة حركة فتح ستحصل على 43%، وقائمة حركة حماس ستحصل على 30%، وباقي القوائم على 8% وهناك 18% من المستطلَعة آراؤهم لم يقرروا بعد.
الشيء الوحيد الذي أعترض عليه هو الادعاء بأن نسبة خطأ الاستطلاع فقط 3%، والصحيح أن نسبة الخطأ تزيد على 30%، والدليل أن المركز ذاته أجرى الاستطلاع نفسه قبل الانتخابات السابقة، وظهرت النتائج مخالفة تمامًا بنسبة تقارب 30% صعودًا لمن أخفق ونزولًا لمن نجح في الاستطلاع، ونحن لا نريد أن نقول إنها استطلاعات مفبركة كما وصفناها سابقًا، ولكن نكتفي بالقول إن نسبة الخطأ غير حقيقية.
استطلاعات الرأي غير الواقعية ليست الوسيلة الوحيدة التي يستهدف بها جمهور الناخبين، وإنما توجد وسائل أخرى، سواء من جانب خصوم خارجيين أو حتى من خصوم داخليين. الخصوم من خارج الفصيل يُكثرون من الإشاعات ضد خصمهم، ومن ذلك على سبيل المثال، تسريب أسماء مرشحين مفترضين ضمن القوائم التي لم تُعلَن، لإشاعة البلبلة داخل صف الخصم، وهذا الأسلوب قد يؤثر في الفصائل ذات البُنية الضعيفة والقائمة على المصالح الخاصة، ولكنها لا تؤثر في صف الفصيل المتماسك القائم على المبادئ والبذل والعطاء، الذي لديه ثقة بقيادته.
الخصوم الداخليين أو "الحردانين" لهم وسائلهم في بلبلة الصف الداخلي، وهم أخطر من الخارجيين، فمثلًا نجد أن الفصيل منشغل في انتخابات التشريعي، فترى تلك الفئة تنبش دون أي مبرر وتحت ذرائع كاذبة في قضايا أُخرى كالانتخابات الداخلية أو تصرفات بعض قادة الفصيل، وهذا لا يدل إلا على نيّات سيئة، أو على قلة البصيرة، ويوجد من تراه يسعى جاهدا لإثبات أن فصيله يعاني اضطرابات داخلية رغم تماسكه ومتانة صفه، كما يحدث لفصيل آخر يعصف به الانقسامات والتشرذم، وهذا لا تدري ما الهدف من تصرفاته، حتى إنه يلتبس عليك إن كان معك أم ضدك، وعلى كل حال، أولئك نقول لهم وبغض النظر عن الفصيل الذي ينتمون إليه: رفقًا بإخوانكم أو أصحابكم أو رفاقكم، وكونوا عونًا لهم في معركتهم الحالية، ثم بعدها تفرغوا للجدل البيزنطي خاصتكم.