مع نشر النتائج الأولية للانتخابات الإسرائيلية، بدأت تصدر العديد من التقديرات والتكهنات حول شكل الحكومة القادمة، وطبيعة التحالفات الحزبية المتوقعة، داخل معسكر اليمين الذين يقوده رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتنياهو، أو خصومه فيما باتت تسمى كتلة التغيير.
فقد بدأت الاتصالات الماراثونية بين مختلف قادة الكتل الفائزة، علهم ينجحون بتشكيل ائتلاف حكومي مستقر إلى حد ما، مع العينات التي تظهرها قنوات التلفزة تباعًا، وفي حين يحرص معسكر اليمين بقيادة نتنياهو على الحصول على 61 مقعدًا، لتشكيل حكومة يمينية ضيقة؛ يسابق خصومه الذين اختاروا لأنفسهم اسم "كتلة التغيير" الزمن لحرمانه أن يحظى بهذه الفرصة.
لم تخرج النتائج شبه النهائية للانتخابات الإسرائيلية عن التقديرات التي سبقتها في استطلاعات الرأي عشية ذهاب الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع، لكن بيني غانتس، وزير الحرب، ورئيس الوزراء البديل الذي جعلته بعض الاستطلاعات يحظى بمكانة أقل من النسبة المئوية المعطلة، جاء مفاجأة انتخابية، بعد أن حصل على قرابة ثمانية مقاعد، رغم أنه ليس من المرجح أن يضطر إلى الانضمام للمعارضة.
مع العلم أن أزرق-أبيض أصيب بضربات متتالية، فقد انفصل عن غانتس، يائير لابيد وموشيه يعلون، وقبل الانتخابات استقال المزيد والمزيد من كبار المسؤولين، ومنهم وزير الخارجية غابي أشكنازي ووزير القضاء آفي نيسنكورن ووزير العلوم يزهار شاي، مع العلم أننا كنا نتحدث إلى وقت قريب عن شخص تحوم حوله شكوك كبيرة في أن يتجاوز نسبة الحسم، ورافقت حملته الانتخابية بأكملها دعوات له بالاستقالة.
أما عن زعيم حزب "يمينا" نفتالي بينيت فقد حصل حزبه على قرابة سبعة مقاعد، لكنه رفض الكشف عن الكتل التي سينضم إليها، بعد أن أظهرت العينات المنشورة على قنوات التلفزة الثلاث أنه العامل المرجح في مدى قدرة نتنياهو على النجاح في تشكيل الحكومة القادمة تحت قيادته.
مع العلم أن هذا الفوز لحزب يمينا يجعل نتنياهو بحاجته لتشكيل ائتلاف حكومي مستقر، والأهم عنده تشكيل حكومة يمينية، وعدم الذهاب مجددًا إلى صناديق الاقتراع، أما غدعون ساعر زعيم حزب "أمل جديد" فقد أعلن أنه لن يدخل في حكومة نتنياهو، ورغم أنه حصل على أكثر من 20 مقعدًا في استطلاعات الرأي عشية انطلاق الحملة الانتخابية فاز فقط بـ 5-6 مقاعد، معترفًا أنه كان يتمنى نتيجة أفضل، ولكن إذا شكل نتنياهو حكومة، فإنه سيخدم في صفوف المعارضة.
يجدر الحديث أنه إذا كانت العينات التلفزيونية صحيحة، فهذا يعني أننا سنكون أمام حكومة يمينية ضيقة، ولكن ليس حكومة حلم بها نتنياهو، لأن مثل هذه الحكومة لا تصلح له، وليس من المؤكد أنها حكومة لديها تفويض للقيام بخطوات عميقة، وإصلاحات بعيدة المدى.