فلسطين أون لاين

أهالي شهداء وجرحى 2014 يعلِّقون أعناقهم على حبال المشانق

...
تصوير/ محمود أبو حصيرة
غزة/ نور الدين صالح:

علَّق العشرات من أهالي شهداء وجرحى العدوان الإسرائيلي لعام 2014، أعناقهم على حبال المشانق أمام مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير، في رسالة احتجاجية رفضًا لتجاهل الأخيرة حقوقهم القانونية.

وبينما كان هؤلاء يصعدون نحو المشانق، كان آخرون يرتدون "أكفانًا بيضاء" ويرددون شعارات "وين حق أولادي.. أم الشهيد بتنادي"، "الحقوق قبل الصندوق .. وحدة وحدة وطنية حتى ننال الحرية" "7 سنين كفاية"، ورفعوا لافتات تطالب بصرف رواتب ذويهم وأبنائهم الشهداء.

أم علي القايض (51 عامًا) والدة ثلاثة شهداء ارتقوا في عدوان 2014، وضعت عنقها داخل إحدى حبال المشانق المُعلقة داخل خيمة اعتصامهم، رفضًا لما آلت إليه أوضاعهم الاقتصادية نتيجة مماطلة السلطة بصرف رواتب أبنائها.

"صار لنا سبع سنوات ونحن على أرصفة الشوارع، وكل يوم نتلقى وعودًا كاذبة" تقول القايض لمراسل صحيفة "فلسطين"، وعلامات الغضب تجتاح تفاصيل وجهها من شدة الألم والحرقة.

وتضيف الأم التي تقطن في مدينة دير البلح وسط القطاع، "جئنا اليوم ونحن نعلّق رقابنا على حبال المشانق، ولن نتراجع عن ذلك إلا باستعادة حقوق أبنائنا وجميع الشهداء والمقطوعة رواتبهم أيضًا".

ووجهت رسالة غاضبة لرئيس السلطة محمود عباس "نحن الآن على أبواب الانتخابات، لكن نقول: نريد حقوقنا قبل الصندوق ولن نتراجع إلا باستعادتها كاملة، وسنبقى معتصمين حتى آخر نفس فينا".

وأشارت والدة الشهداء إلى أن زوجها يعاني مرضَيْ القلب والسرطان، عدا أنها تُعيل أسرة مكونة من 11 فردًا، هو ما فاقم أوضاعهم المعيشية والاقتصادية وختمت: "وضعنا تحت الصفر".

وهكذا الحال لدى حنان البشليقي (51 عامًا) زوجة الشهيد خضر البشليقي، التي جاءت من مخيم جباليا شمال القطاع، للمشاركة في اعتصام أهالي الشهداء.

وتصطف البشليقي إلى جانب عدد من النساء اللواتي علَّقن رقابهن على حبال المشانق، وتنظر إليها بعيون الغضب والقهر ثم تردد "منذ سبع سنوات ونحن ننتظر صرف راتب زوجي الشهيد".

وأفادت لمراسل "فلسطين" بأنها المُعيلة الوحيدة للأسرة المكونة من 15 فردًا، "فنحن نطالب في حقنا الشرعي والقانوني منذ سبع سنوات".

وتتساءل بلهجة الغضب "من وين أجيب مصاري أصرف على أولادي؟ (..) مستكثرين علينا راتب الشهيد؟"، مضيفةً "كل يوم يعطونا وعودًا كاذبة".

وبين عشرات المعتصمين، انهالت دموع محمد بكر (59 عامًا) والد أربعة شهداء أطفال قضوا خلال مجزرة إسرائيلية في عدوان 2014.

وعبَّر بكر عن حزنه إلى ما آلت به الظروف الاقتصادية والمعيشية من جهة، وما حصل مع رفاقه من أهالي الشهداء الذين وصل بهم الأمر لحد الموت.

ويحكي بكر بُحرقة وألم أن "سبع سنوات من الاعتصام لم تكن كفيلة باهتمام السلطة في قضيتهم، إلى أن ضاقت بهم الأحوال وتفاقمت ظروفهم المعيشية".

ووجَّه رسالة لرئيس السلطة "أبو مازن" وكل المسؤولين بضرورة النظر لقضية أهالي الشهداء "بعين الرحمة" وصرف رواتبهم، بدلًا من بقائهم على أرصفة الشوارع وحبال المشانق.

وختم حديثه: "الشهداء والأسرى والجرحى هم عمود قضية فلسطين كلها، ولن نذهب للانتخابات قبل استعادة حقوقنا".

في حين ينظر الطفل عبد الله سالم ابن الاثني عشر ربيعًا لما يجري مع أهالي الشهداء وعيونه تذرف الدموع حزنًا على ما وصلت بهم قسوة الحياة.

ويقول سالم "أجيت عشان أطالب بحق إخواني الشهداء رامي ومحمد الذين استشهدوا في حرب 2014، في أثناء عملهم في حفر القبور".

ويشير إلى أنه يشارك والدته الاعتصام كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع، لمطالبة السلطة بصرف مستحقات شقيقيه المالية، خاصة بعد صعوبة الظروف المعيشية لعائلته.

الاعتصام متواصل

وأكد الناطق باسم اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء والجرحى علاء البراوي أن أهالي الشهداء سيواصلون اعتصامهم أمام مقر اللجنة حتى حل قضيتهم وصرف مستحقاتهم المالية، وفقًا لقرار منظمة التحرير.

وقال البراوي على هامش الفعالية: "جئنا هنا ونحن نرتدي الأكفان ورقابنا على أحبال المشانق، كي نوصل رسالة إلى قيادة السلطة بضرورة إنهاء هذا الملف بأسرع وقت ممكن".

وأشار إلى أن اللجنة أرسلت رسائل عدة لكل المسؤولين حول طبيعة الخطوات التي سيقدم عليها أهالي الشهداء إذا استمرت المماطلة بحل قضيتهم خاصة قبل إجراء الانتخابات في شهر مايو.

وأكد البراوي أن معاناة أهالي الشهداء تزيد يومًا بعد آخر وسط صمت من قيادة السلطة وعدم تحركها باتجاه حل ملفهم.