فلسطين أون لاين

"ديما".. بـكتبها وألعابها تنمي مهارات الطفل منذ الولادة

...
5d821249-4d15-4685-ac44-13b378295983.jfif
نابلس-غزة/ مريم الشوبكي:

حملت ديما خليل بطفلتها الأولى "تيا"، فأحست أن هناك كائنًا يحتاج إلى أم تكون مؤهلة بالقدر البسيط لرعايته وتربيته، فوجدت أن معلوماتها عن الأطفال "صفر"، بدأت مرحلة البحث والتقصي عن الكتب والألعاب التي تنمي مهارات وذكاء طفلتها منذ اليوم الأول لولادتها.

وجدت ديما عالمًا واسعًا لكتب وألعاب الأطفال بمختلف مراحلهم العمرية، ولكنها صدمت حينما لم تجدها متوافرة في مدينتها نابلس، فألعاب الأطفال ليست التي تصدر صوتًا وضوءًا بألوان مختلفة، بل تعتمد في الأساس على تغذية عقله بصريًّا وتقوي عضلات يده أيضًا، فكانت دافعها نحو إطلاق صفحة إلكترونية (Crouse life) مختصة ببيع الكتب والألعاب التي تنمي ذكاء ومهارات الطفل.

فتحت تيا عينيها على الحياة، في أيامها الأولى بدأت والدتها تقرأ لها الكتب، ثم اشترت الألعاب لها من الخارج، شيئًا فشيئًا بدأت تلحظ أن ابنتها فيها شيء يميزها من الأطفال الآخرين، بدأت الكلام في مرحلة مبكرة، طريقة تفكيرها النقدي والذكاء العاطفي كانا واضحين عليها، سريعة التعلم.

كان هدف ديما أن تربي ابنة ذكية، وأن تكون ألعابها نوعية تعليمية.

تقول ديما الحاصلة على بكالوريوس نظم معلومات محوسبة لـصحيفة "فلسطين": "النتائج المبهرة التي لامستها في ابنتي دفعتني إلى إطلاق مشروعي في عام 2019م لبيع ألعاب الأطفال التعليمية في البداية، ثم اتجهت نحو توفير الكتب أيضًا، لأن رسالتي الأساسية جعل القراءة روتينًا يوميًّا في حياة الطفل منذ الولادة".

وتضيف: "أهتم بتوفير الكتب التي تعالج قضايا الأطفال الأصحاء والذين يعانون إعاقات أيضًا، فالطفل يتعلم بالقصة أسرع من الحديث المباشر معه".

وتشير إلى أنها توفر الكتب باللغتين العربية والإنجليزية، وتمكنت من شحنها إلى دول أوروبية باللغة العربية.

أصبح لدى ديما حصيلة معرفية عن الكتب التي تناسب الطفل حسب حالته وسنه، كونتها بالقراءة والبحث والرجوع إلى مختصين نفسيين، وتربويين، ولغة وتواصل، وأخذت دورات لتطور من نفسها حتى تستطيع صناعة محتوى حقيقي.

تبين ديما أنها تسأل أم الطفل عدة أسئلة لتتمكن من إعطائها الكتب والوسائل والألعاب المناسبة لحالته، فهناك فروق فردية بين الأطفال في السن نفسها.

وتوضح أن الكتب منذ الولادة حتى بلوغ الطفل ثلاثة أشهر تركز على الصور باللونين الأبيض والأسود، بعدها تقدم له كتبًا صورها بارزة من أقمشة مختلفة ليتمكن من لمسها، ومصنوعة من الكرتون المقوى لا يتلف ولا يؤذي الطفل، وكلما كبر زادت الكلمات والتفاصيل في الكتاب.

وتلمس ديما نجاح مشروعها، وزيادة الوعي لدى الأمهات بأهمية اقتناء الألعاب والكتب التعليمية، من إرسال ردود أفعال أطفالهن ومدى تطورهم بعدها.

عائلتها وزوجها كانوا وما يزالون الداعمين لها في إكمال مشروعها حينما تمر بلحظات يأس وإرهاق، إضافة إلى إيمانها بأنها تشغل وقتها في تقديم رسالة لإفادة الناس، أكثر من عده مشروعًا تجاريًّا.

من الصعوبات التي واجهت ديما تذكر تحديات في الاستيراد والجمارك والشحن وتأخيرها، وارتفاع تكاليف الشحن، وقلة وعي بعضٍ أهمية شراء الكتب والألعاب التعليمية، وعدم اهتمام كثير من التجار باستيرادها لأنهم يبحثون عن الربح السريع.

وتوضح أنها تواجه صعوبة في توصيل منتجاتها إلى قطاع غزة.

وتطمح ديما إلى الوصول إلى أكبر عدد من الناس، لإيصال رسالتها لكل طفل في العالم أن يكون لديه علاقة بالكتاب في سن صغيرة.