مع ذهاب الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع، فإن عدم الوصول إلى نسبة الحسم ما زالت تحوم فوق بعض الأحزاب الصغيرة، خاصة ميرتس وأزرق-أبيض والصهيونية الدينية، ما يدفع قادة الأحزاب الرئيسة في الكتلتين الكبيرتين لإعادة حساباتهم الإستراتيجية، حيث يسعى بنيامين نتنياهو لنقل الناخبين من الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة إلى حزب بيسلئيل سموتريتش، فيما يسعى منافسوه لاتخاذ خطواتهم الأخيرة نحو يوم الانتخابات الذي حل صباح الثلاثاء.
من الواضح أننا أمام السطر الأخير للانتخابات الإسرائيلية، حيث تخشى الأحزاب الكبيرة في المعسكرين السياسيين أن الأحزاب الصغيرة لن تتجاوز نسبة الحسم، مما سيؤدي إلى تدني الأعداد بصورة شاملة، ويجعلها تبتعد عن اجتياز عتبة 61 مقعدًا.
وفيما يحرص يائير لابيد زعيم حزب "يوجد مستقبل" على عدم خسارة أصوات ناخبي أزرق-أبيض وحزب العمل أو ميرتس، فإن نتنياهو يدعو أنصار كتلته لمساعدة حزب سموتريتش، حتى على حساب الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة.
منذ فترة طويلة، لم يتعرض حزبا العمل وميرتس للهجوم، لكن حزب "يوجد مستقبل" قرر مؤخرًا التوقف عن مهاجمة ناخبي أزرق- أبيض، وربما يكون أحد الأسباب أن المرات السابقة التي حاولوا فيها القيام بذلك، أدت في الواقع لزيادة الدعم له، كما أن الحزب اكتشف بعد محادثات مع ناخبين عديدين أن الكثيرين يصوتون لغانتس بدافع الشفقة، وهي حجة يصعب المجادلة بها، وبالتالي قرر الحزب عدم مهاجمة مؤيديه.
لم يعلن لابيد بعد عن ترشحه لرئاسة الوزراء، لكنه بدأ التحدث علانية عن مدى القدرة على استبدال الحكومة، ووفقًا لنتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، فلا توجد أحزاب بهذا الحجم في كتلة يسار الوسط: حزب العمل في الاتجاه الضعيف، ميرتس وأزرق-أبيض ينجحون بشكل طفيف بتجاوز عتبة المقاعد الأربعة.
مثلما يشعر لابيد بالقلق من محنة الأحزاب الصغيرة في كتلته، فإن نتنياهو قلق للغاية بشأن الأحزاب الصهيونية الدينية اليوم، وكرر مرارا وتكرارا الشعار القائل بأنه بدون موافقة سموتريتش، لن تحصل الكتلة اليمينية على أغلبية 61 مقعدا، مما يجعله يبذل جهودًا جبارة لمناشدة الناخبين الأرثوذكس المتدينين المترددين بين يهودوت التوراة وشاس والصهيونية الدينية لتوحيد تصويتهم.
جنبًا إلى جنب مع الحرب على الصهيونية الدينية، تكافح الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة للنجاح في جلب الناخبين الذين بقوا في منازلهم لصناديق الاقتراع، وتحاول إيقاظ المنطقة بكل قوتها، إحدى الطرق التي سيتخذونها من خلال حملة مشتركة من قبل شاس والليكود، اللذان سيستهدفان 70 مدينة وبلدة وتجمعًا سكنيًّا.
ملاحظة ختامية تبدو مهمة تتعلق باستعداد لجنة الانتخابات بصورة أكبر من أي وقت مضى، لمحاولات جهات سياسية التشكيك بالنتائج، لأنها فوجئت من كمية الهجمات المرتبطة بمصداقيتها، ولذلك فهي تواجه هجمة غير مسبوقة.