يشكل توجه الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع خلال الساعات القادمة، فرصة للتعرف إلى مواقف أحزابهم المتنافسة من العديد من القضايا التي تشغل جمهور الناخبين الذين يزيد عددهم على الستة ملايين ونصف مليون ناخب، موزعين على أكثر من 13 ألف مركز اقتراع.
غالبًا ما تكون القضايا السياسية والأمنية في قلب الحملة الانتخابية الإسرائيلية، وهناك أسئلة تتطلب اهتمامًا إسرائيليًا، وهي جديرة بدراسة مواقف الأحزاب الرئيسة من هذه القضايا السياسية والأمنية، وقد تقلصت القوائم الانتخابية إلى 13 حزبا متنافسا على النحو التالي: الليكود؛ يسرائيل بيتنا، أمل جديد، يمينا، يوجد مستقبل، أزرق - أبيض، يهودوت هاتوراة، شاس، العمل، ميرتس، القائمة المشتركة، الاقتصادي، الصهيونية الدينية.
لا توجد فوارق كبيرة بين الأحزاب الإسرائيلية حول التهديدات الأمنية التي تواجه (إسرائيل)، وكيف تعمل للقضاء عليها، مع التأكيد على إيران، باعتبارها تدير محورًا مناهضًا لـ(إسرائيل)، من البرنامج النووي، وتشكيل جبهة في سوريا، ودعم المنظمات في غزة، والإضرار بالمصالح الإسرائيلية حول العالم، وتهديد حزب الله من الشمال.
إيران وأذرعها بنظر الأحزاب الإسرائيلية تشكل خطرا عليها، وإن استمرار تسلحها النووي فيه انتهاك للاتفاقيات الدولية، بجانب "سلاح الأخطبوط" الذي تمارسه في المنطقة من خلال المنظمات المسلحة، ما يشكل تهديدًا على (إسرائيل)، لكن الحملة ضدها بحاجة إلى فهم للمنطقة، وحوار استراتيجي مع الحلفاء حول العالم، ويد صلبة مع العناصر الإقليمية.
ترى أحزاب إسرائيلية أخرى أنه لا بد من اغتنام الفرص الجديدة التي أتيحت مع الدول العربية بعد اتفاقات التطبيع، وتشديد التنسيق الأمني مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لتشديد الضغط بشأن تورط إيران في الهجمات، ووقف برنامجها النووي، وبذل الجهود لمنع المؤسسة العسكرية الإيرانية في سوريا، والاحتفاظ بالخيار العسكري لوقف البرنامج النووي الإيراني.
في الوقت ذاته صدرت مخاوف إسرائيلية عشية ذهاب الإسرائيليين لصناديق الاقتراع تتحدث أن التحديات الأمنية التي تواجه (إسرائيل) كثيرة ومتنوعة على جبهات مختلفة، في الشمال تواجه إنشاء قوات إيرانية في الأراضي السورية، وتكثيف حزب الله في لبنان، ومن الغرب، تواجه تحديات أمنية وسياسية وإنسانية ضد حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وفي الضفة الغربية تعمل قوات الأمن ليل نهار لوقف الأعمال الموجهة ضد (إسرائيل)، مع الحفاظ على التعاون مع قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.
يبقى الخطر الوجودي الأخطر لـ(إسرائيل)، بنظر من تبقى من معسكر يسار الوسط، هو استمرار سيطرتها على الفلسطينيين، فعندما يكون عدد متساوٍ من اليهود والفلسطينيين تحت سيطرتها المباشرة، سيتعين عليها الاختيار بين أن تكون دولة يهودية أو ديمقراطية، وأي قرار كهذا هو نهاية الرؤية الصهيونية، والطريقة الصحيحة لإنهاء هذا التهديد هي الاتفاق مع الفلسطينيين، وتعديلات حدودية وتبادل الأراضي، وترتيبات أمنية تضمن أمن (إسرائيل).