فلسطين أون لاين

الواقع الأمني في غزة يربك المؤسسة العسكرية الإسرائيلية

يتوافق الإسرائيليون على أن تغييرا كبيرا تشهده الجبهة الجنوبية مع غزة في السنوات الأخيرة، من خلال دمج الجهود الدبلوماسية مع السلوك العسكري مع الوسطاء من مصر وقطر والأمم المتحدة، على الرغم من أن السياسة الإسرائيلية تجاه غزة ما زالت على حالها بمنع تكثيف السلاح فيها، باستمرار صيغة "المعركة بين الحروب".

لكنهم في الوقت ذاته ما زالوا يتجرعون مرارة اشتباك المقاومة مع القوة الخاصة بمدينة خان يونس في نوفمبر 2018، التي تعد الأصعب لهم حتى الآن، لأنه تم الكشف عن أفرادها، وتم إنقاذهم من قلب الجحيم، وتفادي كارثة أشد بكثير، لا يمكن تصور آثارها على (إسرائيل).

جاءت خيبة الأمل الإسرائيلية من كشف حماس للقوة الخاصة، لأنها اعتُبرت ذات أهمية عملياتية واستخباراتية عالية، باعتبارها جزءا من المعركة بين الحروب التي تشنها (إسرائيل) في سوريا والعديد من دول المنطقة، وتقوض "مفاجآت" الأعداء، وتظهر استعداد جيشها للحرب القادمة، وعمله على تقليصها.

تعمل القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال في غزة بشكل مكثف ضد ما تبنيه المقاومة، خاصة قوتها البحرية، وطائراتها الشراعية، والطائرات دون طيار، وتسعى لإلحاق أضرار بسفنها البحرية، كما تركز ضرباتها الجوية على مواقع إنتاج الصواريخ، وممرات الأنفاق والمخابئ تحت الأرض، التي يتركز فيها كوادر المقاومة في قلب القطاع.

يؤكد ذلك أن جيش الاحتلال الإسرائيلي غيَّر سياسته تجاه غزة، واختار طريقا سمّاه حملة "ترسيم الحدود"، وفي السنوات الأخيرة صاغت القيادة الجنوبية مفهومًا جديدًا تجاه حماس يوصف بأنها محيط مليء بالأنهار الجليدية، ما يتطلب رحلة بحرية ثابتة ودقيقة، أو بصورة أخرى كسائق يسير على طريق مليء بالمسامير، الوضع الأمني في غزة هش، وتم تصميم هذه الممارسة لدمج المسارين السياسي والعسكري.

تقوم هذه الخطة على بناء تعاون كبير بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، سواء القيادة الجنوبية مع نظرائهم في جهاز الأمن العام- الشاباك، وبجانبهما القوات البحرية والجوية، وجميعها قادت الجهود العسكرية ضد المقاومة في قطاع غزة، على الرغم من وجود خلافات بينها على طول الطريق.

الخطة الحربية الجديدة الإسرائيلية في الجبهة الجنوبية مفادها "مساحة أقل، فاعلية أكبر"، وفي الوقت ذاته انخرطت القيادة الجنوبية في الاستعدادات للحرب، لأن هشاشة الوضع الأمني في قطاع غزة تعني أنه في أي لحظة قد يؤدي حدث صغير إلى التصعيد العسكري، ومن هناك إلى "انفجار"، يحمل جولة عسكرية أخرى، من خلال خطة "رأس الجنوب" التي تتضمن تغييراً في الخطط العملياتية الإسرائيلية في غزة، على الرغم من أن هذه الخطة ستؤدي لوقوع إصابات، وعمليات اختطاف للجنود، لأن حماس بنت شبكات أنفاق تحت غزة، وسكبت كميات من الخرسانة المصبوبة تحت الأرض.