فلسطين أون لاين

الإعجاز التصويري للقرآن بـ"المصابيح"

...
صورة توضيحية
ريما عبدالقادر

حينما نتأمل قوله تعالى: "وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ" (فصلت: 12)، نجد أن الخالق قد سمى النجوم بالمصابيح، وعند النظر لبحث أجراه العلماء وجدوا أن أول نجوم تشكلت في هذا الكون هي (الكوازارات) أو النجوم اللامعة (شديدة اللمعان)، وهذه النجوم قديمة جدًا يبلغ عمرها عدة بلايين من السنين.

ويذكر موقع أسرار الإعجاز العلمي، الذي تابعته صحيفة "فلسطين"، أنه عندما التقط العلماء صورًا للكون البعيد بمجراته ونجومه، وجدوا وكأن هذه المجرات تظهر بألوان زاهية، إذ يقول العالم الألماني بول ميلر في بحث له بعنوان (لمحة عن النسيج الكوني في الكون المبكر): "إن هذه المجرات التي خُلقت في بداية الكون، وهذه النجوم تزين السماء كاللآلئ على العقد".

وإذا تم النظر إليها من خلال المراصد نجد بالفعل أن هنالك ما يشبه الأحجار الكريمة متناثرة بألوان زاهية تدل على عظمة هذا الخالق سبحانه وتعالى.

ووجد العلماء، أن هذه (الكوازارات) أو (النجوم اللامعة) تعمل مثل المصابيح في الكون، لأنها تضيء ما حولها.

وعندما صور العلماء غيومًا كثيفة جدًّا من الدخان الكوني رأوا هذه الغيوم بواسطة تلك النجوم، أي أن هذه النجوم تعمل مثل المصباح الذي يضيء الدخان، وهذا الوصف يتجلى ذكره في الآية السابقة.

وهذه النجوم التي سماها الله تبارك وتعالى مصابيح يسميها اليوم علماء الغرب مصابيح أيضًا.

إذًا يسمي القرآن هذه النجوم بالمصابيح، والعلماء اليوم بعدما تأكدوا يقينًا أن هذه النجوم تعمل عمل المصابيح سموها (بالمصابيح).

ولقد وجد أن النجوم اللامعة تضيء الكون من حولها بشكل أذهل العلماء، حتى إن بعض هذه المصابيح الكونية لها شدة إضاءة تعادل ألف مجرة مثل مجرتنا، وبعبارة أخرى إن مصباحًا كونيًا واحدًا يبث من الضوء ما يبثه تريليون نجم معًا، فتأمل شدة إضاءة هذا المصباح الكوني!

وإن مصطلح (الزينة) يستخدمه العلماء اليوم؛ لأنهم رأوا هذه المجرات كاللآلئ تزين السماء، كذلك فإن كلمة (مصابيح) أيضًا يستخدمها العلماء اليوم.

وبذلك تتضح أمامنا الصورة الكونية الرائعة التي رسمها لنا القرآن، فهذا يُعتبر من الإعجاز التصويري للقرآن؛ لأنه يصور لنا الأشياء قبل أن نراها أو نكتشفها.