تجتمع فصائل فلسطين في القاهرة الاجتماع الأخير قبل الانتخابات القادمة المحتملة، الاجتماع فيما يبدو هو الأهم في سلسلة الاجتماعات التي سبقت الانتخابات للتفاهم معًا على القضايا المختلفة، نعم، ثمة مجموعة من القضايا المرحَّلة من الاجتماع الماضي تنتظر الحل، لا توجد تصريحات واضحة بشأن القضايا المرحَّلة. التصريحات كلها تدور حول المجلس الوطني، وحول ميثاق شرف باحترام العملية الانتخابية والنتائج، وضبط الدعاية بلا تخوين أو تكفير، أو غيرها من الألفاظ الجارحة.
نعم، ميثاق الشرف شيء جيد، وفكرة مهمة، وتجدر صياغته والتوقيع عليه، ونشره للرأي العام، ويجدر أن تنتبه له وسائل الإعلام وتلتزم به. ميثاق الشرف لا بد أن ينبذ كل قول أو فعل يخون أو يكفر، أو يبعث على الفتنة، ويجدر أن يكون بلغة واضحة لا تقبل التأويل، وأن يتضمن فقرة عن نبذ التزوير والتزييف، وفقرة عن احترام النتائج مهما كانت ما دامت النزاهة قائمةً، والأداء سليمًا، ويجدر أن تكون هناك فقرة عن احترام القضاء، واللجوء إليه في حالة التنازع، شرط أن تمارس محكمة الانتخابات بشروط الحياد.
هذا الميثاق خطوة على زرع الثقة بين الأطراف، ولكن هل لميثاق الشرف سلطة على الأفعال الشاذة والمخالفة إن حدثت؟ القول الفصل يقول: لا سلطان على من كانت له نية التجاوز، لا سيما إذا كان هناك تزوير وتزييف. وحين تكون الانتخابات قائمة على المغالبة بين الفصائل والأحزاب، وإذا كانت هناك تدخلات خارجية تريد طرفًا فائزًا دون غيره، ولا تريد له شراكة في حكومة قادمة، فإن فرص المخالفات الشاذة أمر راجح، ولا أظن أن ميثاق الشرف وحده قادر على المعالجة.
ميثاق الشرف خطوة معنوية جيدة، ولكن قوة الميثاق من قوة الإرادة وحسن النية. نعم، الماضي في هذا المضمار سلبي، ويجدر ألّا نستبق الأحداث انطلاقا من الماضي المر، ولتكن هناك فرصة لمرآة المستقبل. نبارك ميثاقكم، وننتظر أعمالكم.