فلسطين أون لاين

التوتر العسكري الإيراني الإسرائيلي ينتقل إلى البحر

مع تفاقم التوتر العسكري القائم في المنطقة، عقب الاستهداف المتبادل بين إيران و(إسرائيل)، صدر المزيد من الدعوات الإسرائيلية لتهدئة الساحة البحرية في مواجهة إيران، وخرجت توصيات من جهات شاركت في النقاشات العسكرية الأخيرة ترى بأن التوتر على الجبهة البحرية يتطلب الامتناع عن الرد على تصرفات طهران، على خلفية تبادل الاتهامات بين الدول بشن هجمات على سفن شحن في الخليج والبحر المتوسط.

بدا لافتًا أن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي يؤيد نهجًا يسعى لتهدئة التوترات التي قد تتدهور، لأنه في الوقت الذي توجد فيه إدارة أمريكية جديدة تصوغ السياسات، وتتفاوض مع طهران بشأن الاتفاق النووي، فليس من الصواب التصرف بقوة ضدها، وحان الوقت للتهدئة بهذه المرحلة، على الرغم من أنهم يعملون في فضاء مدني، وهذا أمر خطر للغاية من وجهة النظر الإسرائيلية.

مع أن الطريق البحري من آسيا إلى (إسرائيل) حساس بمنطقة هرمز، التي تفصل الخليج العربي عن خليج عمان، وحدثت فيها ردود فعل إيرانية سابقًا، وقد يتدهور الوضع فيها بسهولة، ولذلك تجري المناقشات الخاصة في المؤسستين الأمنية والعسكرية الإسرائيلية وسط تبادل للاتهامات بين الدول بشأن هجمات على سفن الشحن في الخليج والبحر المتوسط، مع اتهام (إسرائيل) بمسؤوليتها عن الهجوم على السفينة الإيرانية في أثناء وجودها في مياه البحر المتوسط في طريقها إلى أوروبا، على الرغم من أنها لم تعلق على الحادث.

في غمار هذا النقاش المحتدم، كشف النقاب أن (إسرائيل) تقاتل طهران على جبهة بحرية سرية منذ 2019، وهاجمت (12) سفينة إيرانية، بما فيها قرب لبنان، أو نقلت النفط أو الأسلحة من إيران إلى سوريا متجاوزة العقوبات الأمريكية، في حين أعلن وزير الحرب بيني غانتس أن (إسرائيل) تعمل على إحباط تحركات إيران في البحر، دون التعليق على الحادث الأخير، وتعطيل عمليات نقل الأسلحة من إيران، والأمور المتعلقة بالأسلحة والقدرات العسكرية في الجو والبحر والبر.

المعلومات المتوفرة لأجهزة الأمن الإسرائيلية تتحدث عن أن إيران عثرت على عدة طرق لنقل الأسلحة إلى حلفائها في المنطقة، سواء في الطائرات أو على الطرق الصحراوية بين السودان وسيناء وقطاع غزة، صحيح أن جيش الاحتلال يسعى إلى حد كبير لقطع هذه الطرق، لكن لا توجد نجاحات مطلقة، وهنا تظهر في الصورة سفن النفط التي تضررت في البحرين الأحمر والمتوسط.

هنا يمكن القول بكثير من الثقة بأن الحرب الاقتصادية التي تخوضها (إسرائيل) ضد تقليص قدرات إيران وأذرعها في المنطقة، هي استمرار لحروب أخرى، ولذلك فإن إصابة ناقلة النفط الإيرانية الأخيرة، تسبب في عدم وصولها لوجهتها.