فلسطين أون لاين

التوتر الإسرائيلي الأردني.. أزمة قائمة أم سحابة صيف؟

كشفت الأزمة الأردنية الإسرائيلية صعوبة تصديق فشلهما بحل خلافهما بشأن الترتيبات الأمنية لزيارة ولي العهد إلى القدس المحتلة، لكن الحقيقة أن العلاقة بين (تل أبيب) وعمان على وشك الغليان أيضًا، ومع كل التقدير الإسرائيلي للتطبيع مع الدول الخليجية ترى أنه من المجدي بذل المزيد من الجهد مع الجار الأردني في الشرق.

قبل عشرة أيام فقط من الانتخابات الإسرائيلية عادة ما يكون الوقت مناسبًا لنزهة خارجية لكسب المزيد من الأصوات، وما كان تحت الرادار فجأة بات مكشوفاً، وهذه الرحلة السرية المقررة إلى الإمارات وجدت طريقها إلى العناوين الرئيسة، لكن الخطوة الأخيرة كانت غير عادية حقًّا، وتمثلت في أزمة متفاقمة مع الأردن.

جاء الخبر الحكومي الإسرائيلي بصيغة أن الأردنيين لا يسمحون لنتنياهو بالتحليق فوق أراضيهم متجهاً للإمارات، كي يدفعوه ثمن عدم إتمام زيارة الأمير حسين بن عبد الله إلى القدس، التي ألغيت في اليوم التالي، رغم أن أدق التفاصيل كانت منسقة: من يرافقه في الحرم، وكيف يؤمن موكبه.

المسألة الأكثر إثارة للحيرة تمثلت في الخلافات بشأن الوفد الأمني المرافق للأمير، إذ يحول الأردنيون مسارهم الرسمي في (إسرائيل)، ولو قدمت بعض التنازلات لأمكنها ذلك، ومنعت حدوث توتر بين (تل أبيب) وعمان، لكن الحقيقة أن العلاقات مع الأردن وصلت إلى نقطة الغليان منذ وقت طويل، على الأقل وفق التقدير الإسرائيلي.

أحداث البوابات الإلكترونية في القدس في تموز 2017 بلغت ذروتها بإطلاق النار على حارس الأمن في السفارة الإسرائيلية في عمان، وعناق نتنياهو لمن أطلقوا النار، وقتلوا مدنيين أردنيين، وعدته الأردن سلوكًا شائناً، ورغم اعتذار (إسرائيل)، ودفعها تعويضات، هذه ليست فقط الأضرار التي لحقت بعلاقاتهما.

إشارة أخرى إلى الأزمة بينهما أتت في إعلان الأردن في أكتوبر 2018 عدم تمديد شرط عقد إيجار مناطقهما الحدودية، وبناء على الطلب عادت هذه الجيوب للسيطرة الأردنية الكاملة.

ما يمكن وصفه بـ"العقوبة" الأردنية على هذه الخطوة غير مسبوقة، فالدولة التي أبرمت معها (إسرائيل) سلاماً منذ 1994 لم توافق على مسار رحلة نتنياهو، والطائرة التي كان من المفترض أن تقله لوجهتها مرسلة على وجه التحديد من أبو ظبي، وتنتظر في عمان، والأردنيون كما يقال في (إسرائيل) لم يسمحوا له بالإقلاع.

الطائرة التي أرسلتها الإمارات عادت بالفعل هناك، وأجلت رحلة نتنياهو إليها للمرة الرابعة، ما يؤكد أن هناك أزمة حقيقية مع الأردن، رغم أن التنسيق الأمني ​​قائم، وعلى قدم وساق، الأمر الذي قد يستدعي من نتنياهو إرسال رئيس الموساد يوسي كوهين، رجل مهماته الخاصة، لتجاوز هذا "الدخان الأبيض" للأزمة الحقيقية والقائمة بين (إسرائيل) والأردن!