طالب نائب أردني سابق، وناشط تونسي في الشأن الفلسطيني، بتكثيف جهود مساندة الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، لليوم الـ34 على التوالي، كما أبديا السخط على ما وصفاه، عدم بذل الحكومات العربية أي جهد لمساندة الأسرى.
وقال النائب الأردني السابق بدر الرياطي: "مهما قلنا لا نستطيع أن نوفي هؤلاء الأبطال حقهم، لأنهم رمز للقضية"، مضيفا أن الأسرى يعانون فوق معاناتهم من خلال هذا الإضراب ويتحملون ذلك لانتزاع حقوقهم.
وأعرب الرياطي، في تصريحات لصحيفة "فلسطين"، عن أمله في أن "يُفرج اللهُ عنهم، بهمة القابضين على الجمر، أولئك الذين مازالوا في أرض الكفاح والجهاد، المرابطين الذين ما باعوا دينهم، وما باعوا قضيتهم، وقدموا أرواحهم على أكفهم".
وعبّر عن عدم رضاه عن الدور الشعبي العربي في مساندة الأسرى، قائلا: "المفروض كل شوارعنا العربية تتحرك".
وأضاف: "للأسف الشديد، الإعلام سيئ، ومازالت مفاصل الإعلام بيد أعدائنا، ولو كان الإعلام سليمًا لكان الأمر غير ذلك"، مردفا: "قضية (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب ومشاكله يولونها أهمية أكثر من قضية أسرانا".
وتابع: "حتى في الأخبار يأتي الحديث عن الأسرى آخر خبر، بينما قضايا أعدائنا هي التي تتصدر أخبارنا، بالإضافة إلى ما أوجدوه من قضايا أخرى حتى تشغلنا".
وقال الرياطي: إنه لا يرى أي جهد من قبل الحكومات العربية لمساندة الأسرى، "هم ما وُظِّفوا لقضايا أمتهم"؛ وفق تعبيره.
واعتبر أن الحكومات العربية لا تبذل جهدا لأجل الأسرى، لأجل الحفاظ على "كراسيهم"، موضحا في نفس الوقت أن السلطة في رام الله تعطي الإسرائيليين الفرصة للسيطرة على نحو 78% من أرض فلسطين التاريخية، وتصرح علنا بأنها تريد دولة فلسطينية إلى جانب (إسرائيل).
وأكد أنه "لا ينبغي أن يقر حاكم عربي أو إنسان مسلم بذرة تراب لليهود، لا على أراضي 1948 ولا على أراضي 1967، فهذه كلها أرض مباركة، وجزء من عقيدة المسلمين، ولا ينبغي لأحد أن يساوم عليها أو يفرط بها".
ووصف القضية الفلسطينية، بأنها "قضيتنا الأولى"، متمنيا أن تتوحد صفوف "المجاهدين الأبطال، وأن ينتصر الحق وأهله".
من جهته، قال المدير التنفيذي لجمعية أنصار فلسطين التونسية، بشير خضري: "نحن لا نقول إننا فحسب نساند قضية الأسرى، بل نتبناها بالكامل، وننفذ جملة من التظاهرات كان آخرها أمس، وندوات صحفية".
وأضاف خضري، لصحيفة "فلسطين": "نحن نتبنى إضراب ونضال الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية بكل قوة، بل نعتبرها هي قضيتنا في ظل أوضاع الأسرى الذين يمرون بها، سواء من خلال التضييقات، أو التنقلات من سجن إلى آخر، وما يعانون منهم من التقيؤ دما وغير ذلك".
وأشار إلى عمل الجمعية على توعية الرأي العام التونسي بهذه القضية وغيرها فيما يخص فلسطين، بصورة مباشرة، قائلا في نفس الوقت: "المهمة الرئيسة هي توعية الرأي العام والدعم اللا مشروط لكل أشكال النضال".
وتابع: "منهج المقاومة نحن نتبناه دون قيد أو شرط، ونعتبر أرض فلسطين عربية مسلمة وأن الكيان الغاصب المحتل لا مكان له فوق هذه الأرض".
وندد خضري، بالموقف الرسمي العربي من قضية الأسرى، واصفا إياه بأنه يتمثل "باللامبالاة والإهمال"، مضيفا: "أعتبر أن هذا شكل من أشكال التعاون أو الاعتراف الضمني بالكيان الصهيوني"؛ وفق تعبيره.
شعبيا، رأى خضري أن هناك "ثمة تفاعلا واستجابة ووعيا"، مبينا أن جمعيته تعمل على تنظيم فعاليات بشكل منتظم، منها وقفات احتجاجية لمساندة الأسرى، لكنه وصف الدور الشعبي العربي بأنه "غير كافٍ".
"الأمل بالشعوب"
واتفق الكاتب الصحفي إلياس نصر الله، مع سابقيه، معتبرا أن السلطة في رام الله "لا تبذل جهدا بما فيه الكفاية، وهي عمليا متساوقة مع الحكام العرب".
وعن الدور العربي الرسمي، قال نصر الله لصحيفة "فلسطين": "منذ عام 1936 والحكام العرب يطعنون قضية فلسطين"، مضيفا أن الحكام العرب هم الذين دفعوا باتجاه إيقاف ثورة 1936 من خلال الترويج لوعد بريطاني بحل قضية فلسطين.
وتابع: "الحكام العرب تآمروا علينا، وليس فقط لم يساعدونا، لذلك يجب ألا نعيرهم اهتماما، وأملنا بالشعوب العربية التي هي مظلومة من حكامها"؛ وفق وصفه.
وأوضح أن الشعوب العربية تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتتعاطف معه، لكنه في نفس الوقت، أبدى عدم رضاه عن الدور الشعبي العربي تجاه قضية الأسرى، منوها إلى أن الشعوب العربية "ملهية بمشاكلها".
ووجه التحية للأسرى المضربين عن الطعام، وغير المضربين، واصفا إياهم بأنهم "خيرة الشعب الفلسطيني وضحوا بما فيه الكفاية، والآن هم يضحون بأرواحهم من أجل فلسطين".
وأشار إلى أن الإضراب نجح في لفت انتباه العالم نحو قضية فلسطين، وأن فعالية تم تنظيمها في لندن الاثنين الماضي، بمناسبة الذكرى الـ69 للنكبة، أثيرت خلالها قضية الأسرى، وصفق الحضور بحرارة عندما تم ذكر الأسرى، "لذلك الإضراب ناجح بغض النظر عن نتائجه، لأنه لفت نظر العالم إلى قضية فلسطين".