فلسطين أون لاين

دلالات المفردات الإسرائيلية عن "الخطر الوجودي" الداخلي

دفعت مؤشرات الكراهية المتزايدة بين الإسرائيليين لصدور تحذيرات من كبار الجنرالات من سيناريوهات قاتمة تحيط بمستقبلهم، في ظلّ ما وصفوه بـ"الفجوات الكبيرة بين مختلف مكوناتها الاجتماعية"، عادّين ذلك أكثر خطراً من حرب تقليدية قد تشن عليهم، بما في ذلك أخطر السيناريوهات المتوقعة التي قد تهددهم، والقاسم المشترك بينها هو التوقعات الصعبة القاسية على مستقبلهم، وصولاً لما يشبه تهديداً وجودياً ضدهم.

لا يتورع الإسرائيليون، وهم يرون مشاهد الخطر الذي يهدد دولتهم، عن محاكاة ما عايشوه من هزيمة مروعة في حرب 1973، حين وصلت لمستويات غير مسبوقة من الإحباط واليأس، وتسللت الهزيمة العسكرية للوعي الداخلي في نفوسهم، بشأن مسألة بقاء الدولة من عدمه، وأوجد البيئة الخصبة لظهور ما يعرف بـ"الأدب البائس"، ويتساءلون: "هل تعيش (إسرائيل) اليوم المرحلة ذاتها؟".

من الشواهد التي يستند إليها الإسرائيليون في التحذير مما يعيشونه من أحداث خطرة استخدامهم مفردات "الكارثة القادمة" نحو (إسرائيل)، وأنها ستجد نفسها بعد بعض الوقت "على حافة الهاوية"، في ظلّ اتساع الفجوات الاجتماعية بينهم، وما قد تحدثه من "انفجار داخلي كبير"، يُدخل (إسرائيل) في حالة من "التيه والهاوية"، على الرغم من تفوقها العسكري والاقتصادي والنوعي، لكن جبهتها الداخلية تشهد "انقسامات وتشققات" لم تعهدها من قبل في تاريخها، وقد باتت تجد نفسها اليوم في "حالة تراجع".

المزيد من الشواهد المقلقة إسرائيليا يتمثل في "اتساع الفوارق والفجوات" في المجتمع الإسرائيلي، والوضع الاجتماعي والسياسي "الهش للغاية"، وهو "آخذ بالتطرف" مع مرور الوقت، فهناك فجوات داخل مجموعات اجتماعية متعددة، وخلافات بين الحكومة وجهات تطبيق القانون، ومحاولاتٌ للمسّ بالجهاز القضائي.

تتضافر الأوضاع الداخلية في (إسرائيل) لتجعل منها دولة ليست عاقلة، بل تعيش حالة من الفوضى، ويقرّبها أكثر من أي وقت مضى إلى انفجار القنبلة الموقوتة فيها، بسبب انهيار نظامها السياسي، واستبداله بالفوضى الكاملة.

الوضع الذي تعيشه (إسرائيل) يشبه الرمال المتحركة، وهبطت التطورات المتلاحقة على ساستها مثل العاصفة، وظهرت مئات الآلاف من الأصوات التي ليس لها انتماء سياسي، وباتت بحاجة ماسة للولاء الأيديولوجي، لأنها تذهب مع الأسماء والأشخاص، بدلاً من الانحياز للأفكار السياسية، ولذلك فإن السؤال الإسرائيلي المهم، ليس ما إذا كان نتنياهو سيفوز مرة أخرى بالانتخابات أو سيخسر، لكن السؤال الأكثر أهمية: لماذا تخلت (إسرائيل) عن الجدل الأيديولوجي؟

إن تزامن ذهاب الإسرائيليين إلى الانتخابات المبكرة الرابعة مع انتشار رائحة كريهة من الأحقاد والضغائن، بالتزامن مع تفكك الأطر، والهجمات المتبادلة، ومفردات التلاوم الثنائية، وبكثافة عالية، ليس فقط بين التحالف والمعارضة، وهو أمر يحدث روتينيا، ولكن داخل التحالف الحكومي نفسه، يهدد بأخطار تفوق انتصار حزب على آخر.