فلسطين أون لاين

جامعة استيطانية تقضي على حلم المزارع منصور مرايطه

...
المزارع منصور مرايطه (أرشيف)
سلفيت/ "خاص "فلسطين":

هدمت جامعة استيطانية حلم مزارع فلسطيني في أرضه الخصبة والاعتناء بها وزراعتها بمختلف المحاصيل الزراعية.

وتسبق دموع المزارع منصور مرايطه حديثه ولسان حاله يرثي ما آلت إليه أرضه التي عاش ذكريات طفولته بها وبات ممنوعًا من الدخول إليها، حتى إنه لا يعرف ما المباني التي أقيمت فوقها باستثناء مبنى جامعة مستوطنة "أريئيل".

ويقول مرايطه إنه ممنوع من دخول أرضه في قلب مستوطنة "أريئيل" المقامة على أراضي سلفيت، ولا يعلم شكلها بعد مصادرتها منذ أعوام.

ويتذكر منصور الأيام الجميلة في فلاحة أرضه، "كنا مع خيوط الشمس الأولى نمضي نحو أرضنا ونستمتع بصوت العصافير العذب.. أما الآن فقد باتت أمنية".

ويضيف: "كانت روح التعاون عالية بين المزارعين، وكانت أيامنا أفضل وأجمل وكلها سعادة، إلى أن جاء الاحتلال وقلب الوضع رأسا على عقب، وحوّل فرحتنا وسعادتنا إلى شقاء وعناء".

ويستدرك: قبل إقامة المستوطنة المذكورة، كان موسم حصاد القمح والسمسم والشعير، وموسم الزيتون "عرسًا وطنيًّا خالصًا وفرحة وبهجة، حتى رعي الماشية كان متعة ورحلة وتنزهًا".

ويتحسر المزارع الفلسطيني على حاله وزملائه المزارعين: "انظر الآن، لقد أصبح وضعنا فقرًا، وتفتيشًا وإذلالًا، ومنعًا من الدخول والخروج إلا بتصاريح لما تبقى من الأرض لبعض المزارعين".

ورغم الانتهاكات الإسرائيلية يتمسك مرايطه بحقه في أرضه، مؤكدا "سنواصل تحدي الاحتلال بالتشبث بالأرض والعناية بها فالأرض تعنى: الحياة والرزق الطيب والمستقبل والوطن والعزة والكرامة".

ويقول رئيس بلدية سلفيت عبد الكريم ازبيدي: إن مستوطنة "أريئيل" تستنزف أراضي شمال سلفيت، وقد سيطرت مؤخرا على قرابة 4500 دونم شمال سلفيت.

ويعد ازبيدي أراضي المزارع مرايطه كبقية الأراضي التي صُودرت، وبناء مبانٍ ضخمة فوقها وشقق استيطانية، وما زالت تتوسع كل يوم.

وقانونيًا، يؤكد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، أن إجراءات الاحتلال الميدانية ومصادرة الأراضي وغيرها تخالف القانون الدولي الإنساني.

وينبه دغلس أن الاحتلال ملزم -بحسب القانون الدولي- عدم عرقلة عمل المزارعين وفلاحة أرضهم، وعدم التضييق عليهم، لكون الزراعة تعد مصدر دخل وعملًا يمنع المساس به للسكان المدنيين الواقعين تحت الاحتلال بحسب المادة 52 من اتفاقية جنيف الرابعة .

ويشير إلى أن قرى وبلدات سلفيت كما بقية محافظات الوطن تعاني كثرة عمليات التجريف والانتهاكات الإسرائيلية الرامية إلى طرد وتهجير المزارعين لإفساح المجال أمام المستوطنين للتوسع الاستيطاني.

ويدعو الناشط الفلسطيني المؤسسات الحقوقية لتوثيق هذه الانتهاكات والوقوف بجانب المزارعين والمواطنين.