في ظل الأزمة الاقتصادية الإسرائيلية بسبب وباء كورونا، تزداد المطالبات بضرورة طرح قضية الأمن الغذائي على جدول الأعمال، لأن كثيرا من الشكوك تحيط بها، وسيكون لها العديد من العواقب الوخيمة، كما أن افتقار الإسرائيليين للأمن الغذائي يعد مشكلة اقتصادية واجتماعية وصحية تؤثر تأثيرًا مباشرًا في حصانة الدولة ومناعتها، لأنه يضعف أداء الإسرائيليين نحو دولتهم، ويخفض قدرتهم على تحقيق أهدافها.
يتركز افتقار الأمن الغذائي في الفئات الضعيفة الإسرائيلية، من الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة، خاصة الأطفال والمسنين، فـ (إسرائيل) "دولة جزيرة"، ولا تعتمد على جيرانها، لذلك فهي ملتزمة ضمان الزراعة المحلية والواردات المنتظمة التي توفر الغذاء بكميات ونوعية مناسبة لفترات طويلة، للتعامل مع الأزمات.
لغة الأرقام تكشف عمق هذه الظاهرة وخطورتها في (إسرائيل)، فقبل كورونا، عانى 33٪ من الإسرائيليين زيادة الوزن، و20٪ عانوا سوء التغذية، وأظهر مسح مؤسسة التأمين الوطني منذ 2016 أن 14٪ من الإسرائيليين يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد، و11٪ يعانون انعدام الأمن الغذائي المعتدل، ممن يعيشون بميزانية محدودة، ويقللون من جودة الطعام، وتتضرر صحتهم.
قبل كورونا، أنفقت الأسرة الإسرائيلية المتوسطة، 65٪ من دخلها لشراء سلة الغذاء الصحية، ولكن عمليًّا فإنها تنفق 42٪ فقط من الدخل الغذائي، لأنها لا تستطيع استهلاك ما يكفي من الفواكه والخضراوات الغالية، أو مصادر البروتين عالية الجودة كالبقوليات واللحوم ومنتجات الألبان، وبدلا من ذلك يفضلون الأطعمة الرخيصة والمعالجة وعالية السعرات ومنخفضة التغذية.
بعد كورونا ساء وضع الإسرائيليين، وأفاد 13٪ منهم بأنهم خفَّضوا الطعام والوجبات، و45٪ احتاجوا إلى مساعدة في جلب الطعام والدواء، وطرأت زيادة 40-70٪ في الطلب على المساعدات الغذائية من المنظمات غير الربحية، و50٪ يأكلون المزيد من الوجبات الخفيفة والحلويات، في حين أن 13-20٪ يأكلون أقل، ويعانون نقصًا في الغذاء.
هناك 656 ألف أسرة إسرائيلية، بنسبة 22.6٪، يعانون انعدام الأمن الغذائي، ويشمل 799 ألف طفل، وقبل كورونا فإن 10٪ من الأطفال الإسرائيليين في الصفوف 6-9 أفادوا بأنهم يذهبون للمدرسة، أو ينامون جائعين، بسبب عدم وجود ما يكفي من المال لتناول الطعام في المنزل، وبناء عليه يذهب الأطفال للنوم وهم جائعون.
ومنذ انتشار كورونا، توقف مئات الآلاف من أطفال رياض الأطفال والمدارس الابتدائية في (إسرائيل)، ممن يتلقون تلقيًا روتينيًّا وجبة ساخنة ومغذية لتأمين تغذيتهم، ونتيجة لذلك فإن الأطفال الإسرائيليين تراكمت عليهم فجوات تنموية واجتماعية قد يتعذر إصلاحها، لأن المعطيات تتحدث أنه منذ اندلاع الوباء، تعيش 268 ألف أسرة إسرائيلية في فقر مدقع، و30٪ من الإسرائيليين يعيشون في فقر، و50٪ يعانون صعوبات اقتصادية، و24٪ طلبوا المساعدة لكنهم لم يحصلوا عليها.