هل بدأت نار الخليج تشتعل؟ هل بدأت حرب السفن البحرية بين إيران و(إسرائيل)؟ هل تحدد الخليج العربي ميدانًا لمواجهات ساخنة خفية بين (إسرائيل) وإيران، أم أن ساحة المعارك متنقلة وليست محددة المكان؟ هذه الخواطر تواردت على الفكر في شكل أسئلة بعد استهداف سفينة بحرية في خليج عمان بصاروخين من مجهول الهوية. السفينة الكبيرة التي يمكنها حمل ٧٥٠٠ سيارة تاكسي من طراز كايا تعمل بين الخليج ودول الشرق الأقصى. السفينة يملكها تاجر إسرائيلي، ولكنها لا تحمل علم (إسرائيل) في رحلاتها، ولا تخضع لحماية أمنية إسرائيلية كما تقول مصادر إعلامية عبرية.
تقول جهات الأمن الإسرائيلي التي سافرت لدبي للتحقيق في الحادث: إن السفينة أصيبت بقذيفتين صاروخيتين باستهداف علوي لا يهدف إلى إغراقها، وإنما يهدف إلى إصابتها بأضرار يحتملها الخصم، ويحتملها عالم الملاحة البحرية الذي يستخدم الخليج. التقييم الأمني الإسرائيلي يقول إن المستهدف تعمد عدم الإغراق خشية ردود أفعال غير محسوبة، قد تصل إلى حرب بحرية واسعة النطاق، واكتفى الفاعل بإرسال رسالة هي بالبلدي (قرصة أُذن)، تقول نحن أصحاب الخليج وسادته، واحذروا غضبنا، فنحن نملك حرمانكم الملاحة الآمنة فيه، ومن يريد ملاحة آمنه لسفنه في الخليج عليه احترام حقوق إيران ومصالحها في الخليج وغيره.
ما تقدم يمكن أن يحظى باحترام إذا كانت دولة إيران هي التي تقف خلف الحدث، ولكن لا تملك الأطراف الاستخبارية العاملة في الخليج شواهد يقينية تدين إيران، وما زالت المعلومات التي تنشرها دوائر الاستخبارات الإسرائيلية تقف عند تحليل الاحتمالات وترجيح مسؤولية إيران، دون أن تقطع الشك باليقين في هذه المسألة، وهم يقولون إن لم تكن إيران مسؤولة مسؤولية مباشرة، فهي مسؤولة مسؤولية غير مباشرة من خلال أذرعها في المنطقة، وهي الجهة الوحيدة التي تملك هذه الصواريخ الدقيقة. تحديد المسؤولية يحتاج إلى اليقين لا الشك.
هذا الحدث وتداعياته الأمنية والإعلامية تجعل أسئلة مقدمة المقال عن حرب محتملة، وردود فعل متبادلة على الصعيد البحري أسئلة مشروعة، وما زلنا في حاجة إلى المتابعة في معركة لربما لا تقف عند هذا الحد، وعند مستوى الرسائل المتبادلة عن بعد. الانتظار موقف، وقد يأتيك بالأخبار من لم تزودي.