قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أحمد حلس: "إن إصرار حركة حماس على عدم الإفراج عن المعتقلين السياسيين لديها سيدمر سير العملية الانتخابية"، مضيفًا: "أول اختبار لممارسة الديمقراطية هو إطلاق سراح المعتقلين على خلفية سياسية كافة".
يبدو أن أطرافًا متعددة تعمل على تعكير أجواء الانتخابات بتصريحات توتيرية من العيار الثقيل، وتصريحات الأخ أحمد حلس تأتي في هذا السياق، ولا أرى أي مسوغ لهذا التصعيد. نحن نعلم أن العملية الانتخابية برمتها جاءت بعد القفز عن غالبية بنود المصالحة، واختصار الأمر في إجراء الانتخابات لتأتي قيادة جديدة أو متجددة لتنفيذ اتفاق القاهرة وما بعده من اتفاقات، وقد قدمت حركة حماس الكثير من التنازلات في سبيل الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة، إن حماس قبلت بداية حل حكومتها الشرعية وحل اللجنة الإدارية ووافقت على تعديلات في الدستور وعلى انتخابات متتالية، خلافًا لما اتفق عليه، وغير ذلك من التنازلات، ولذلك لا يحق للسيد حلس أن يقول: "إن العملية الانتخابية أول اختبار للممارسة الديمقراطية"، فالاختبارات انتهت وأثبتت حماس أنها مستعدة إلى آخر لحظة لتقديم ما يلزم، ولكن ما الذي قدمته فصائل منظمة التحرير وجماعة أحمد حلس من تنازلات في سبيل الوحدة الوطنية؟!
نحن مع الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين ومعتقلي حرية الرأي في غزة والضفة، والجانبان ينفيان وجودهما، ولذلك على كل من يدعي وجود معتقل سياسي أن يذكره بالاسم أو يذكرهم جميعًا حتى لو بلغ عددهم العشرات أو المئات، ثم عرض الأسماء على مؤسسات حقوقية مستقلة غير تابعة للسلطة ولا الفصائل، ثم تناقش الجهات المختصة ملف كل معتقل مع الحقوقيين في حضور ممثلين للفصائل، للتحقق هل الادعاءات صحيحة أم باطلة، ولكن الاستمرار في إلقاء التهم جزافًا هذا لا يجوز، ودليل على وجود نيات غير حميدة لنسف العملية الانتخابية لأسباب خاصة وفئوية، أو لأزمة داخلية يعيشها الفصيل وقياداته.
ومن التصريحات التوتيرية أيضًا ما أثير حول قضية الغاز على سواحل غزة، وأنا لا أريد أن أخوض في هذا الموضوع، ولكن أحب أن أقول للدكتور محمود الهباش: إن د. موسى أبو مرزوق يعرف الجغرافيا تمامًا، ويعلم أن مساحة فلسطين هي 27 ألف كم مربع، ويحدها من الغرب البحر الأبيض المتوسط لا دولة الاحتلال (إسرائيل)، القضية الفلسطينية ليست بحاجة لمن يعرف الجغرافيا فقط، وإنما بحاجة لمن يعرف حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني، ويحافظ عليها ويتمسك بفلسطين كاملة من البحر إلى النهر.