فلسطين أون لاين

​لهذا السبب حسرة أهاليها على أراضيهم المحتلة أشدُّ

الجدار العنصري حرم قلقيلية رؤية مدن"الداخل المحتل"

...
جدار الفصل العنصري شتت شمل عائلات كثيرة في الضفة (أ ف ب)
قلقيلية - مصطفى صبري

كم من الصعب أن يتقطع الفلسطيني حسرةً على أرضه السليبة والقريبة في الآن ذاته؛ فلا هو بوسعه الوصول إليها ولا حتى يمكنه رؤيتها بسبب جدار الفصل العنصري، إنه الإحساس القاسي الذي يتجدد لدى سكان قلقيلية في الذكرى الـــ 69 للنكبة.

يسكن اللاجئ نبيل ولويل ( 75 عاما) في حي كفر سابا الواقع شرق المدينة؛ والمثير أنه الاسم المُستنسخ عن قريته التي هاجر منها عام 48 وهي قرية كفر سابا المقامة على أنقاضها مدينة كفار سابا اليهودية.

يقول لصحيفة "فلسطين": "هاجرتُ مع عائلتي حين كان عمري ست سنوات؛ وأذكر تفاصيل الحياة التي كنا نعيشها مع والدي المختار في القرية، شيء ما يدفعني لأن أتعمد السير بالقرب من أراضي قريتي المدمرة, كفر سابا من خلال الذهاب إلى الشارع الغربي في قلقيلية القريب من أراضينا, حيث تفصلنا عنها ألواح الجدار العنصري".

وكأنه يشم العبق الطيب لقريته أثناء مواصلته الحديث: "خلال مروري أشم رائحة بلادي التي تبعد عني أمتاراً قليلة، كانت أول زيارة لبيتنا المدمر في كفار سابا عام 1976 ، وبعدها غادرت فلسطين إلى الجزائر وعدت عام 1995، قمة الظلم أن يمنعني الاحتلال من دخول أراضي الـــ 48, بالرغم من تجاوز عمري منتصف السبعين بذريعة المانع الأمني".

وأضاف ولويل: "من خلال سطح بيتنا في حي كفر سابا المرتفع أشاهد أراضينا القريبة البعيدة، لم تمر لحظة إلا وأتذكر حياتنا الجميلة فيها، لا سيما حين كان يصطحبني أبي إلى سوق يافا".

وينتظر الرجل المسن العودة للديار ولا ينتابه اليأس من عدم العودة؛ وفق تأكيده.

ويقطن في قلقيلية عدة عائلات هاجرت عام النكبة ولكنها حاولت إحياء قراها عبر إنشاء دواوين عائلية تحمل اسمها؛ مثل ديوان بيار عدس نسبة إلى منطقة بيار عدس؛ والشيخ مونس؛ وديوان كفر سابا، وديوان آل لبدة؛ وديوان مسكة نسبة إلى قرية مسكة وغيرها .

يقول الباحث سمير الصوص مؤلف كتاب قلقيلية بين الأمس والحاضر لصحيفة "فلسطين": "للنكبة آثارٌ قاتلة على أهالي المدينة، بعد أن اضطر كثير من أهالي القرى المهجرين من أراضيهم إلى اللجوء إليها".

وأضاف الصوص:" حسب الخارطة الجغرافية تعد قلقيلية من أقرب المدن الفلسطينية إلى مدن وأراضي الـ48 ، لذا حسرة أهالي قلقيلية على أراضيهم تفوق غيرهم؛ فما يضاعف من عذاباتهم أنها على مرمى بصرهم, فيما تقف جدران الفصل حائلاً، أي أن كل ما يجري في مناطق ال48 يسمع صداه في قلقيلية نتيجة القرب المكاني، بما في ذلك احتفالات الاحتلال وأعياده".