فلسطين أون لاين

تقرير هكذا تعيش عائلات مقدسية قُبيل تهجيرها من الشيخ جراح

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

ولات وصولات في أروقة محاكم الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1972م أرهقت عائلات في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، واستنزفتهم ماليًّا ونفسيًّا.

وتعيش عائلات "سكافي، والكرد، والجاعوني، والقاسم" أجواء من القلق والتوتر قبل إخلاء منازلها قسرًا في الحي الواقع شرقي القدس المحتلة.

وردَّت محكمة الاحتلال المركزية، مساء الاثنين، الاستئناف الذي قدَّمته العائلات المقدسية؛ للمطالبة بوقف إخلاء منازلها لصالح المستوطنين، وأمهلت العائلات حتى تاريخ الثاني من شهر أيار المقبل لتنفيذ قرار الإخلاء.

وتزعم جهات استيطانية ملكية الأرض المقام عليها عقارات الأهالي في حي "كرم الجاعوني" في الشيخ جراح.

تسارع التهويد

ووصف سامي الجاعوني أوضاع عائلته وجيرانهم في الحي، بـ "غاية الصعوبة وخاصة بعد قرار المحكمة الذي ينذر بإخلاء منازلنا في أي لحظة".

وقال الجاعوني (35 عامًا): "لم يتبقَ لنا سوى اللجوء إلى محكمة الاحتلال العليا، التي لا نعوِّل عليها كثيرًا ولن نتحصل منها سوى على تأجيل الإخلاء قليلًا"، مؤكدًا أن قضاء الاحتلال "لن ينصفنا أبدًا".

وأشار إلى أن بيت العائلة الذي يقيم فيه برفقة والده لا تتجاوز مساحته 60 مترًا وهو قديم ومتهالك، لكنه ذو موقع إستراتيجي في مدينة القدس المحتلة.

وأضاف الجاعوني أن هذا البيت الواقع في المدينة المقدسة هو سبب كافٍ للصمود والدفاع عن البيت والمدينة ومسجدها المبارك من الأطماع الإسرائيلية.

ولفت إلى أن العائلة حاولت ترميم البيت وإعادة دهانه، لكن محكمة الاحتلال رفضت ذلك. وتابع: "لا نفكر بالرحيل فهذا بيتنا الذي لا نملك غيره".

وتابع الجاعوني: "إذا فقدنا البيت لن يكون بمقدورنا البتة امتلاك غيره في القدس".

وذكر أن سلطات الاحتلال تسعى بمختلف الطرُق إلى تهجير المقدسيين من مدينتهم ومنازلهم، ولا سيما حي الشيخ جراح الذي يواجه بداخله 28 بيتًا خطر الاستيلاء.

وأكد المقدسي أن هناك خطوات إسرائيلية متسارعة للاستيلاء على البيوت المقدسية أو هدمها.

وانتقد غياب الدعم الفلسطيني الرسمي والعربي لصمود المقدسيين في مدينتهم، وقال: "ناشدنا السلطة الفلسطينية والملك الأردني مرارًا لكن دون جدوى".

تهويد متسارع

المعاناة ذاتها تعيشها عائلة سكافي المجاورة لعائلة الجاعوني التي تضم 13 فردًا.

وقال الحاج عبد الفتاح سكافي (70 عامًا): "نحن هنا منذ عام 1956م بعدما طردنا الاحتلال من غرب القدس واغتصب أراضينا، منحتنا الأردن هذه البيوت، وهنا تزوجتُ وأنجبت وأصبح لي أحفاد".

وأضاف سكافي: "منذ نهاية حرب 1967م والمستوطنون يدَّعون بأن هذه الأراضي لهم منذ عام 1885م وقد ساندهم (الطابو الإسرائيلي) بتسجيلها بأسمائهم في عام 1972م رغم أنهم لا يملكون أي ورقة ملكية لها ونحن نسكنها".

وأشار إلى أن هذا التسجيل الإسرائيلي أطلق للمستوطنين والجمعيات الاستيطانية الإنذار بالتضييق على أهالي الحي في محاولة لإخراجهم من بيوتهم التاريخية.

وتابع: بعدما فشلوا في ذلك، رفعوا قضية على العائلات الفلسطينية مطالبينها بإخلائها المنازل أو دفع الإيجار لملاكها اليهود –حسب زعمهم- بعد أن خدعهم المحامي اليهودي الذي وكَّلوه بالقضية لـ15 عامًا.

وأفاد المسن المقدسي بأنه "حتى عام 2009م سيطرت الجمعيات الاستيطانية على خمسة بيوت، وفي 2010 رفعت دعوى إخلاء على 8 عائلات أخرى منها عائلتِي، فقمنا برفع قضية ضدهم في الثامن أكتوبر عام 2020م".

وأكد أن قرار المحكمة الصادر قبل أيام أصاب أهالي حي الشيخ جراح بالصدمة.

ولم يقف الظلم عند هذا الحد –وفقًا لسكافي- بل فرضوا على كل عائلة غرامة مقدارها 90 ألف شيقل.

ولخص الحال: "نحن الآن لا نعرف ماذا نفعل! نحمِّل المسؤولية للأردن ووكالة الأونروا الذين تركونا نصارع الاحتلال وحدنا".

ويتمسك سكافي بحق عائلته في منزلها القديم والذي لا يبعد عن المسجد الأقصى المبارك سوى مسافة السير لمدة 10 دقائق.