مع اقتراب العد التنازلي لذهاب الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع، تتأرجح موازين القوى الانتخابية في المشهد الإسرائيلي، إذ يخشى منافسو نتنياهو فقدانهم قوتهم في استطلاعات الرأي؛ بسبب سلوكهم السياسي على وجه التحديد، ما قد يعيق طريقهم إلى مقر إقامة رئيس الحكومة.
بعض خصوم نتنياهو لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أسماء جديدة لأحزابهم الجديدة، ولم يرفعوا سماعة الهاتف عليهم، في حين ذهب آخرون إلى إجراء مفاوضات صعبة مع باقي شركائهم المحتملين، وتمكنوا من التفاهم مع عدد من نجوم السياسة الإسرائيلية.
أولئك المرشحون المنافسون ممن أعلنوا أنهم ضد إجراء الاتصالات مع الآخرين، ولا يحتاجون إليها، دفعوا ثمن ذلك، لأن بعضهم شكلوا حالة من النعاس العميق، والحملات الإعلامية الضعيفة، و"الكليشيهات" التي يقدمونها للجمهور الإسرائيلي لا توجد فيها رسالة جديدة وأساسية.
المسألتان الرئيستان اللتان تهمان حاليًّا الإسرائيليين لا تحتلان مكانًا مهمًّا لدى عدد من منافسي نتنياهو، وهما الأزمة الصحية التي أحدثها وباء كورونا، والأزمة الاقتصادية التي أعقبت ذلك، ولذلك جاء تراجعهم أمام منافسيهم مدويًا، ما جعل بعضهم أقل صلة بموقع رئيس الوزراء، بعد أن تفوق عليهم في استطلاعات الرأي الأخيرة.
بعض منافسي نتنياهو بنوا سياستهم الانتخابية على الأصوات اليسارية التي ستصوت لهم من الناحية الإستراتيجية، لكنهم بدوا مخطئين، خاصة في ضوء أن حزب ميرتس لم يجتز نسبة الحسم في استطلاعات الرأي الأخيرة، ومن المحتمل جدًّا في هذه الحالة أن يتدفق الناخبون اليساريون إلى الحزب القديم لإنقاذه، وهذا أيضًا لا يعمل لمصلحة خصوم نتنياهو.
أخطأ أولئك المرشحون عندما اعتمدوا على كتلة يسار الوسط، مع أن استطلاعات الرأي تشير إلى أنها ضعفت، وقد تخسر عشرة مقاعد في الانتخابات، وكل هذه الأخطاء قد تجعل أولئك المنافسين غير ذوي صلة في اليوم التالي للانتخابات، أما من سوف يصبح أكثر صلة فهو نفتالي بينيت، لأنه وفقًا لاستطلاعات الرأي (غدعون ساعر، ونفتالي بينيت، ويائير لابيد، وأفيغدور ليبرمان، وميراف ميخائيلي) كلهم يؤكدون أنه لا توجد حكومة دون بينيت.
الخلاصة أن التحركات السياسية التي قادها أخيرًا زعيم حزب "يمينا" ساعدته على التعافي بعدد المقاعد التي قد يحصل عليها، لأنه بجانب إستراتيجية الغموض التي يتبعها عندما يرفض استبعاد المعارضين السياسيين، فإن هذين الأمرين معًا قد يجعلانه الرجل المهم في (إسرائيل) في اليوم التالي للانتخاب، ما يتطلب من منافسيه أن يتوقفوا عن استبعاد أحد شركائهم المحتملين رئيسًا للوزراء، على أمل تحقيق صيغة التناوب مع أحدهم على موقع رئيس الحكومة في المستقبل.