فلسطين أون لاين

بعد غزة.. "كنعان" يصل إلى جنين للتجول في تراثها إلكترونيًّا

...
غزة/ مريم الشوبكي:

 

حُبُّ استطلاع، وشغفٌ، وكاميرا هاتف محمول، بداية حكاية ثلاث مهندسات مع إطلاق مشروع كنعان الرقمي الأول القائم على تحديث السجل الأثري رقميًّا بتوثيق المباني والمواقع والقطع الأثرية في قطاع غزة، قبل أن ينجح في الوصول إلى جنين بالضفة الغربية.

يأخذك موقع كنعان الإلكتروني وتطبيقه بجولة افتراضية في الأماكن الأثرية التي ربما تجهلها، ويقدم لك كل المعلومات عنها، ولا يقتصر الأمر على ذلك، إذا رغبت في زيارتها يستطيع التطبيق أن يضع لك مسار الوصول إليها، وكم المدة التي ستستغرقها بكل سهولة.

ميار حميد مهندسة معمارية مسؤولة عن النشر عبر منصات التواصل الاجتماعي والعلاقات العامة في الفريق، إضافة إلى منسقة المشروع نسمة السلاق، وقائدة الفريق الميداني سندس النخالة، تنشر عبر صفحاتها باستمرار مغامراتها الأثرية التي تلاقي تفاعلا ورواجا كبيرا من المقيمين والمغتربين أيضا.

ميار (23 عاما)، تبين أن فكرة المشروع بدأت منذ ستة أعوام تقريبا، حينما أجرت نسمة مسحا ميدانيا وتجولا افتراضيا لـ"دير القديس هيلاريون" أو ما يعرف بـ"تل أم عامر"، ونشرته عبر منصات التواصل، حيث لاقى رواجا كبيرا، فأحبَّت تطوير الفكرة لتطلق مشروع كنعان، ليشمل كل المباني والمواقع الأثرية.

كانت الانطلاقة الحقيقية للمشروع في 2018، حينما حصل الفريق على تمويل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، لـ 10 أشهر، ولا يزال المشروع مستمرًّا حتى اليوم.

وتبيِّن ميار لصحيفة "فلسطين" أنه تم مسح 311 مبنًى و76 موقعًا أثريًا في قطاع غزة، وتسجيل عدد من القطع الأثرية ومالكيها.

وتلفت إلى أن كنعان طُوِّر ليصبح تطبيقا سياحيا يشمل المباني التي لها قيمة تاريخية في القطاع، والمباني المحتمل أن تصبح أثرية، حيث سيمر على وجودها 100 عام، والموقع الإلكتروني يقدم معلومات عن المكان: عمره الزمني، الحقبة، نوع البناء، معلومات تاريخية، مالكه الحالي، خريطة توضح المكان ومسار الوصول إليه.

وبعد انتهاء الفريق من المسح الميداني في قطاع غزة، انتقلت فكرته لتسجيل المواقع الأثرية في بلدة عرابة قضاء جنين، التي بلغت 800 مبنى أثري.

وعن الهدف من المشروع، تذكر ميار أن المشروع يستهدف توجيه الشباب نحو التكنولوجيا للتعرف على المباني الأثرية والتجول فيها افتراضيا، واستهداف المغتربين للتعرف على وطنهم وتاريخهم أكثر.

وتؤكد أن وجود مشروع كنعان مهم لربط الفلسطينيين بوطنهم وانتمائهم للأرض في ظل مساعي الاحتلال للتهويد والاستيلاء على الآثار الفلسطينية.

وعن الصعوبات والتحديات التي واجهت فريق كنعان، تشير إلى عدم كفاية البيانات عن الأماكن الأثرية، مبينة كذلك أن الفريق واجه تحدي عدم عثوره على جهاز يرفع القطع الأثرية ويرمِّمها بتصميم ثلاثي الأبعاد، حيث صنعه بنفسه.

ويطمح الفريق إلى تسجيل كل المباني الأثرية في فلسطين، وترجمتها إلى عدة لغات، والاستمرار في مسح القطع الأثرية المسجلة، وتطوير السجل ليتمكن ذوو الإعاقة من استخدامه، وحث الناس على إعادة استخدام المباني وإحيائها من جديد.

وتطالب ميار باحتضان المشروع وتمويله ليتمكن الفريق من الاستمرار فيه وتطويره.